تدخل نقابة الصحفيين مرحلة جديدة فى تاريخها النقابى بعد ثورة 25 يناير، فبعد أيام تجرى فيها الانتخابات على مقعد النقيب والمجلس.
وتكتسب الانتخابات أهميتها هذه المرة، لأنها تأتى فى ظل ظرف سياسى ساخن، وما يخص النقابة فيه كثير، فهى الآن تواجه معركة نفض الغبار الذى راكمه النظام السابق عليها، عبر تدخلاته فيها منذ أن بدأت لعبة ترشيح رؤساء مجالس إدارات الصحف الرسمية، وكان قدر النقابة من هذا الترشيح أن ظل منصب النقيب يتم تداوله بين شخصيتين، هما إبراهيم نافع ومكرم محمد أحمد منذ منتصف الثمانينيات، ومعهما ظل الصوت الانتخابى محاصرا بما تقدمه الحكومة من خدمات وبدلات لإعانة الاثنين فى أى منافسات انتخابية، وخلال هذه الفترة شابهت انتخابات النقابة انتخابات مجلس الشعب فى أساليب الرشاوى الانتخابية، والتدخلات السافرة من رؤساء تحرير الصحف، والتى وصلت إلى حد معاقبة المعارضين لهم فى كل جولة انتخابية، ولعلنا نتذكر جميعا ما حدث فى الانتخابات الماضية، حين انتفض صفوت الشريف وأدار المعركة بنفسه من أجل إسقاط ضياء رشوان بعد معركته الضارية والمشرفة فى مواجهة مكرم محمد أحمد.
ظل تدخل نظام مبارك يواصل تخريبه فى النقابة نحو 20 عاما، لكن الصوت المعارض لم يكن غائبا أبدا، حتى استطاع إنجاح رمزه الوطنى المحترم الطاهر جلال عارف عام 2004، ليصبح نقيبا لدورتين متتاليتين سعى خلالها إلى إعادة بريق النقابة فى ظرف بالغ الصعوبة، وفى هذه المدرسة النقابية برائديها كامل زهيرى وجلال عارف، تخرج يحيى الذى يخوض هذه المرة معركة الترشيح نقيبا، بعد أن ظل عضوا فى المجلس منذ عام 1995، تولى فيها سكرتير النقابة لدورتين، وظل يحيى وفيا لمبادئه الوطنية والنقابية، ومع شدة وعيه بأمراض النقابة وجهده المتفانى فى خدمة زملائه الصحفيين ظل هدفا لطيور الظلام فى كل انتخابات، لكنه كان يخيب آمالهم بإصرار زملائه.
وكانت الانتخابات التى تمت قبل أربع سنوات نموذجا فى ذلك، حيث احتشدت هذه الطيور، وأجهزة الأمن لإسقاطه، ولنتذكر أن أحد الصحفيين وثيق الصلة بأجهزة وزير الداخلية وقتها حبيب العادلى، هلل على إحدى الفضائيات ليعلن فى تسرع سقوط يحيى، ولما جاءه خبر نجاحه اسود وجهه، والآن يشق يحيى طريقا من أجل نقابة حرة كما كانت.