ليه الناس اختارت الفستان البنمبى؟

تعتبر شركات الإعلان رمضان موسمها الأول بامتياز فى قدرتها على جذب الجمهور بإعلانات غير تقليدية للمنتجات التى تتبنى الترويج لها، وفى رمضان هذا العام كان الإعلان الأكثر مشاهدة وقبولا من المشاهدين هى حملة إعلانات بيبسى التى لعبت بطولتها الفنانة الشابة الموهوبة دنيا سمير غانم، وكانت فكرة الإعلان تعتمد على تجسيدها لثلاث شخصيات تمثل واحدة الخير والثانية التعليم والثالثة الرياضة، وكان التسابق بين الشخصيات الثلاث طوال شهر رمضان على جذب المشاهدين من أجل التصويت لإحداها، بحيث تقدم الشركة المعلنة دعما عينيا لإحدى المبادرات التى تتبناها الشخصيات الثلاث، وبالتأكيد المبادرة طيبة ونبيلة والمقصود منها المساندة فى عمل اجتماعى وكانت على مدار الشهر مثار اهتمام كبير من قطاعات من المشاهدين من مختلف الأعمار، ولكن ما لفت نظرى هو النتيجة التى وصل إليها الإستفتاء أو التصويت حيث إختارت الأغلبية صاحبة الفستان البنمبى أو مبادرة دعم الخير وجاءت مبادرة دعم التعليم فى المرتبة الثانية ثم مبادرة دعم الرياضة، ونحن عموما كشعب مساندين دوما لعمل الخير ونهتم كثيرا بأن نقدم يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين، وهو التزام طيب لا جدال نتمنى أن يستمر فى سلوكيات الشعب المصرى، ولكن ما أود أن أطرحه المبدأ، ما هو الأولى والأكثر احتياجا للمجتمع فى هذه المرحلة هل مجرد تقديم بعض الملابس أو الوجبات للفقراء ليستمتعوا بها عدة أيام ثم تبدأ احتياجاتهم مرة أخرى تتواصل لا تجد من يلبيها، أم كان من الأفضل أن تكون الأولوية فى اختيارات الجمهور للتعليم بمعناه الواسع الذى لا يشمل مجرد التعليم بهدف الحصول على شهادات وإنما التعليم الذى يؤدى لتطوير الشخصية والسلوك وبناء عقل الإنسان المصرى بشكل سليم بدلا من الاستناد طوال الوقت إلى أن عمل الخير هو مجرد إطعام الفقير أو كسائه، أعتقد أننا بعد الثورة يجب أن يتغير تفكيرنا للأفضل ويصبح مشروعنا الأساسى كمجتمع هو التعليم الذى يمكن أن ينقل المجتمع من حال إلى حال لو خلصت النوايا.