واضح أن مشكلة الزبالة تشغل اهتمام الجميع، وتثير الغضب لكنها تبقى بلا حل. وتتزايد فى الشوارع جبال القمامة لا فرق بين مكان وآخر. ولن نستطيع أن نتحدث عن تقدم قبل أن نحل مشكلة الزبالة نهائيا. مع علمنا أن الحكومات السابقة والحزب الوطنى كانوا يتشدقون بنسبة النمو ويعجزون عن مواجهة الزبالة فى الشوارع. وعلى المجلس العسكرى والحكومة اعتبار الزبالة قضية تخص الأمن القومى، وأن يتحركوا جادين لمواجهتها. ولا مانع من الاستعانة بأهل الخبرة والعلماء، الذين يمكنهم تقديم حلول لأزمة تمثل نوعا من العار. ولا يمكن أن يكون لدينا كل هؤلاء الخبراء فى جميع المجالات، ونظل عاجزين عن مواجهة الزبالة، خاصة أن المواطن يدفع ثمن جمع القمامة مرتين.
ويفترض أن تنشغل الأحزاب والتيارات الجديدة بمشكلة الزبالة، التى يمكن أن يكون حلها بداية لبناء ديمقراطى، خاصة أن الزبالة ومعها عشرات القضايا تحظى باتفاق عام بين كل التيارات. ومن بين تفاعلات السادة القراء يرى الأستاذ ميخائيل كامل أن أمة لا تستطيع أن تتخلص من الزبالة لا مستقبل لها، ويقول: «إن الزبالة لو تم تدويرها ستحقق دخلا كبيرا للدولة»، ويبدى دهشته من الاستعانة بالشركات الأجنبية، وكأنه لا يوجد مصريون ويندهش من إنفاق الملايين على ملصقات، ويقول «إن الدين سلوك وليس ملصقات». أما الدكتور شريف المصرى يتساءل ما إذا كانت الزبالة تحتاج إلى خطة خمسية، ويرى الأستاذ أسامة الأبشيهى أن مشكلة الزبالة مشتركة بين الشعب والحكومة، و«علينا ألا نحمل طرفا واحدا المسؤولية»، ويرى أن ضعف رواتب الزبالين أحد أسباب الأزمة، لأن الزبال يحصل على 400 جنيه فى مصر، بينما يصل راتبه إلى 8 آلاف دولار فى اليابان. وكلام أسامة يشير إلى أن الشركات تحصل على ملايين، وتعطى العمال ملاليم بلا تأمينات ولا طبيعة عمل، أحوال عمال النظافة جزء مهم من المشكلة، يكشف أيضا خداع الشركات. الأستاذ عادل أبوعامر يقول إن المسؤولين يجب أن يتحركوا خصوصا أنها مدفوعة الأجر وليست مجانية.
أما الأستاذ محمدى سويلم فهو مصرى من المقيمين فى الخارج فهو يطالب بلجنة أو مؤتمر يشارك فيه رجال البحث العلمى، ورجال أعمال متخصصون فى مجال الرسيكل «إعادة تدوير المخلفات»، وشباب ومفكرون. وأن تسعى الدولة إلى رفع مستوى أجور عامل النظافة حتى يكون عامل جذب للعمل، وتعيين كوادر شبابية جديدة، وإلزام كل محل بشراء حاوية للقمامة أمام المحل وتنفيذ غرامات فورية على من يلقون القاذورات خارج صندوق القمامة، وأن يساهم رجال الأعمال فى شراء معدات وسيارات القمامة، مع تشجيع صناعة تدوير المخلفات «الرسيكل»، ونشر إعلانات التوعية.
بالفعل المشكلة ظاهرة وممكنة الحل، فلماذا نخجل من عقد مؤتمر لمواجهة الزبالة، ولا نخجل من منظر الزبالة، الذى يمثل عارا، والقمامة نفسها قضية أمن قومى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال صادق
بل و اكثر من ذلك
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
نريد تغيير القناعات والثقافات والمفاهيم ( أولا وقبل كل شيء )
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدى سويلم
مفجر ثورة الوطنية
عدد الردود 0
بواسطة:
م . محمد اسماعيل
و الله عيب علينا
عدد الردود 0
بواسطة:
د أسامة صديق
صدقت
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد العزيز سعيد
عيب كبير فى حق مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
دينا
بجد برافو عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الزهرى
البرازيل تضيف للناتج القومى 100 مليار دولار من تدوير القمامة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح الدين
الحل في توفير صناديق قمامة ترفع بواسطة السيارات
عدد الردود 0
بواسطة:
forsa
بنلف وندور ليه