إذا سألتنى ما رأيك فى الحصاد الثورى الذى جنيناه بعد مرور سبعة أشهر كاملة منذ إزاحة حسنى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير الماضى؟ سأقول لك بحزن كبير: إن الحصاد كان شحيحاً، وإن الثورة العظيمة التى أشعلها شبابنا الجسور فى 25 يناير، وانضم إليها معظم ملايين المصريين، كانت تستحق نتائج أفضل، لكننا ارتكبنا أخطاءً ثورية بالجملة أدت إلى أن يصبح الحصاد هزيلاً كما ترى، الأمر الذى يهدد طائر الثورة ويحرمه من الاستمرار فى التحليق الحر. خذ عندك ما يلى:
1- أول هذه الأخطاء وأكثرها فداحة هو أن الذين قادوا الثورة لم يستلموا السلطة السياسية، الأمر الذى دفع نظام مبارك إلى إعادة إنتاج نفسه بدون مبارك والملتفين حوله. وأظن أنهم نجحوا إلى حد لا بأس به حتى هذه اللحظة (أكتب هذا المقال فجر 6/9/2011).
2- ثانى هذه الأخطاء هو الصبر أكثر مما ينبغى على التباطؤ المريب فى إصدار القرارات الثورية التى تقضى على النظام القديم بسياسته البائسة ومؤسساته المشبوهة، ومن ثم إبعاد كافة رجاله من المناصب المهمة (تذكر أن أحمد شفيق قد عينه مبارك رئيساً للوزراء، وأعاد المجلس العسكرى تعيينه بعد الثورة، كما أن وزارتيه ضمت العديد من رجال مبارك، كأن لا ثورة قامت ولا يحزنون).
3- من أخطائنا القاتلة أيضاً، إننا تركناهم يعدلون فى الدستور الذى من المفروض أنه سقط مع الثورة، فجاءت التعديلات لتقسم المجتمع بين مؤيد ومعارض، ثم جاء الإعلان الدستورى لينسف التعديلات، وهكذا أضعنا وقتاً طويلاً فى اللف والدوران واستنزاف الطاقات مجاناً.
4- حرمان شباب الثورة من تولى المناصب الوزارية يعد من الأخطاء الكبرى التى ندفع ثمنها غالياً الآن، فها هم الذين يحكموننا يفرضون قانوناً للانتخابات ترفضه معظم القوى السياسية الثورية والقديمة لأنه سيسمح لفلول الحزب الوطنى بالترشح والفوز، خاصة أن هناك حيلاً وألاعيب فى تقسيم الدوائر الانتخابية بصورة توفر لرجال مبارك السطو على مقاعد البرلمان المقبل.
5- السكوت غير المبرر على ما يسمى الانفلات الأمنى، وعدم مواجهته بالحسم الواجب، فضلاً عن تدليل ضباط الشرطة الذين رفضوا ممارسة مهامهم فى ضبط الأمن، بحجة أنهم منكسرون نفسياً! ولا تنس أن ضباط أمن الدولة المتهمين بقتل الثوار ظلوا فى وظائفهم المرموقة إلى فترة قريبة حتى ضج الناس من هذا العبث، فاضطرت الحكومة تحت الضغط الثورى إلى إبعادهم إلى ديوان الوزارة وليس إقالتهم ومنعهم من العمل تماماً.
6- تحويل المدنيين إلى محاكم عسكرية دليل قاس وفج على أننا ارتكبنا أخطاء مميتة فى حق الثورة والشعب، لأنه يجب أن يحاكم المدنى أمام محاكم مدنية مهما ارتكب من جرائم.
ومن عجب أن حسنى مبارك المتهم بقتل وإصابة الآلاف وإفساد الحياة السياسية يحاكم أمام محكمة مدنية، بينما شباب الثورة وكثير من المدنيين يحاكمون عسكرياً!
7- الإهمال التام لحقوق الفقراء (أكثر من أربعين مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر)، فلم يشعر هؤلاء فى العشوائيات المحيطة بالقاهرة، أو فى الأقاليم بأى تحسن فى مستوى معيشتهم أو فى الخدمات التى تقدم إليهم بعد الثورة! الأمر الذى ينذر بخطر جم إذا لم تتم إعادة توزيع الثروة المصرية بطريقة أكثر عدلاً وإنصافاً.
8- تسلل رجال مبارك وكتابه إلى وسائل الإعلام المختلفة بحجة أن حرية الرأى مكفولة للجميع، وهذا خطأ ثورى فاضح وفادح، فالثورة لا تنجح إلا إذا أزاحت كل مَنْ كانوا يروجون للنظام القديم من الكتاب والصحفيين والمثقفين، ولا تسمح لهم بالكتابة أو التواجد فى وسائل الإعلام على الإطلاق. ودعنى أسألك هل كان النظام القديم يسمح لمعارضيه بالكتابة فى الصحف القومية أو الظهور فى وسائل الإعلام الرسمية؟ ولأن الإجابة بالنفى، فكيف نقبل أن نرى ونقرأ كتابات مؤيدى مبارك وزبانيته بعد الثورة؟
9- عدم تحديد جدول زمنى واضح للمرحلة الانتقالية، يعد من الأمور السيئة جداً فى مسيرتنا الثورية، فحتى هذه اللحظة لا نعرف بالضبط متى سيكون عندنا رئيس جمهورية منتخب؟ وهل سنؤسس لجمهورية برلمانية أم رئاسية أم بين بين؟
هذه أبرز أخطائنا التى نرتكبها بانتظام، وبكل أسف، فإذا لم ننتبه ونستعيد لياقتنا الثورية فى أقرب وقت، أخشى أن يتم إجهاض الثورة، ويعود النظام القديم ليخطف الثورة ويتصدر المشهد بسياساته المشبوهة ورجاله الأوباش!
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
الي انسان نبيل وحسن النيه الكاتب الكبير أ/ناصر عراق
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريين
التواطؤات
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر
انت تضلل العامة
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي المنسي
مولد قرب ينتهي
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
نازلين عشــان
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
يا عـم كفاية تســخين
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
ملاحظات بسـيطة و الباقى كله تمام
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم قرعش
لك مني كل التحايا
عدد الردود 0
بواسطة:
قهد سيناء
ثورة ثور حتى النصر