صدمات يومية تتوالى على صناع الإعلام المحليين، يوماً بعد الآخر، بسبب تكنولوجيا الإلكترونيات التى تتبارى الشركات العاملة فيها على تقديم منتجات جديدة ومذهلة، رغبةً فى التنافس، وسعياً وراء التفرد، لكن ذلك يفرض بالضرورة على صناع الإعلام تحديات جبارة، تتمثل فى ضرورة تغيير المحتوى الإعلامى وآليات صناعته، بما يناسب المنتجات التى تفرض إعلاماً مختلفا، لا يتوقف عالمه عن اللهاث بسبب المستجدات اليومية، والتفاعلات التى لا تتوقف بين ثلاثى: المنتجات الإلكترونية، وأدوات صناعة الإعلام، والمتلقى.
ووسط هذا يقف «راديو الإنترنت»، فى منطقة حائرة، فالإذاعة.. هذه الصناعة الإعلامية التى خفت بريقها لسنوات طويلة، بعد ظهور التليفزيون، بعد أن كانت سيدة الموقف فى مطلع القرن العشرين، تعود ببعث جديد على يد عالم الإنترنت الذى أحيا فيها الروح براديو الإنترنت، فخلق آفاقاً جديدة لصناعة خفت بريقها، ودفعها للأمام من جديد، على أن تعود بثوبٍ جديد يناسب فضاء الإنترنت، وقبل أن ينتهى المتخصصون فى العمل الإذاعى من وضع آليات ورؤى جديدة للثوب الجديد، تخرج إحدى شركات المنتجات السمعية، بجهاز جديد هو «جهاز راديو إنترنت» مزود بخاصية واى فاى، يتخذ حُلةَ الراديو القديم بشكله التقليدى فى بدايات القرن الماضى، ويسمح باستقبال كل محطات البث الإذاعى سواء من الإنترنت أو من الأثير، أى أنه «راديو متكامل»، الجهاز الذى يستقبل كل أنواع البث الإذاعى، يمكنه العمل منفرداً، أو موصلاً بآى باد، أو آى فون، أو سى دى بلاير، كى يسهل التحكم فيه من أى مكان فى المنزل أو المكتب، وللأسف لا زال نسأل أنفسنا ببلاهة: أيهما الأفضل راديو الأثير أم راديو الإنترنت؟ وقبل أن نصل للإجابة تجاوزنا الزمن فى لحظات.
كل مهتم بالميديا الجديدة وصنوفها المتجددة، وتنوعها المبهر، يعرف جيداً أن تحدياً جباراً يفرض نفسه كل يوم أمام صناعها، كى يواكبوا ما تبادرهم به التكنولوجيا، والسؤال هو: أين نحن من كل هذا؟ تمر بلادنا بلحظات ستحسم مصيرنا وأجيال بعدنا، ولا نزال عاجزين عن إيجاد مكان وسط الإعلام الحديث.. الحقيقى بمعنى أصح، فلننتبه قبل أن يفوت الأوان.
عدد الردود 0
بواسطة:
هيثم الشريف
فكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
تنتن
نانانانا
عدد الردود 0
بواسطة:
لللل
تنفيذ
اعرضو الرسوم المتحركة