أثناء الاحتفال برأس السنة الجديدة اشترى العجوز بعض العصىّ واجتمع مع أولاده الخمسة ليعلمهم أن اتحادهم قوة. فقال لأكبرهم خذ عصا واكسرها، فكسرها الابن بسهولة، فقال له خذ 10 عصيان وحاول أن تكسرها. فكسرها فى سهولة. فقال العجوز فى غيظ خذ مائة عصا واكسرها. فكسرها فى سهولة. فقال العجوز لأولاده (كنت أريد أن أعلمكم أن اتحادكم قوة ولكن اتحادكم مع البغل ده هيخرب بيتكم).. الرجل خاف على أولاده من قوة أخيهم الغاشمة، فالقوة هى أقرب طريق إلى الظلم.. أما الضعيف فينتظر العدل ونحن جميعا ننتظر حكم القضاء فيما فعله البغال فينا.. المئات من قضايا الفساد والنهب والقتل ستكون من أولويات العام القادم لذلك نتمناه عاما سعيدا علينا كئيبا عليهم. نتمنى أن نسمع أحكاما قضائية تبرد القلوب وتحقق الموعود وتعدل المقلوب قادر يا كريم.. كل أحكام 2011 كانت براءة، فالقانون لا يحمى المغفلين ولكنه يحمى صانعيه وهم كانوا رجال الدولة والقانون ورسموا كل سرقاتهم بإجراءات رسمية ليخرجوا منها كالشعرة من العجين ويتركونا فى حالة عجن شعبى.أنا على ثقة أن مساجين طرة مسؤولون عن كل المجازر التى حدثت وأن رجالهم وأعوانهم فى الداخل والخارج مازالوا يلعبون بمصير البلد، ولن تتوقف تلك المهزلة حتى يعاقبوا بأحكام رادعة وقاسية .
وقديما قال الحكماء إن المصريين هم أغنى شعب فى العالم، فلما سألوهم كيف أجابوا (حكامهم يسرقونهم من قرون ومازال الناس يأكلون ).. والآن حصلنا على فرصة لنغير هذا التاريخ الطويل من الفساد المجانى للحكام المصريين. أن نستكمل ثورة 25 يناير لتكون لنا مش علينا. لقد مر 2011 وكان أشبه بقصص الأجداد عن فيضان النيل وكيف كان يجتاح الأرض فيقلبها ويكسح ما فيها.. فيأتى بالأمل والخير والحياة ويأتى أيضا بالعشرات من القصص الحزينة.. هذا هو 2011.. اختلطت فيه فرحة التنحى بعويل أمهات الشهداء، وتشابك فيه كبرياء الثوار مع منافع البلطجية، وامتزجت الوجوه والمواقف فعُرف الباطل أحيانا بالحق وعُرف الحق كثيرا بالباطل، واتفقنا على الثورة ثم اختلفنا فى كل شىء بعد ذلك..كان آخر عام لآخر فرعون كبير، وأول عام لظهور ملايين الفراعين الصغيرة، فظهر فى كل منا (فرعون نونو) يأمر من حوله ويفكر لهم ويرسم حياتهم ويأمرهم بالسمع والطاعة، لا فرق هنا بين إخوانى وسلفى وليبرالى وعلمانى فالكل يتكلم ولا يسمع حتى تحولت الساحة السياسية إلى صراع ديوك ولن نتفق إلا لو قررنا أن نستمع وأن يرحم بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه. عام 2012 هو عام البحث عن البغل وهذه القوة المخيفة التى تدمر البلد وتحرق ما فيه ولن نصل إلى هذا البغل إلا لو هدأت الأطراف العاقلة كافة وتوحدت لتفهم من يفعل فينا ذلك. يجب أن نكون أذكى من هذا البغل الذى يصنع فتنة فى كل مظاهرة فيخرج عشرات القتلى والمصابين من أبناء الدم الواحد.. هذا البغل يتخفى بيننا ويتنكر فى كل حادث، فأحيانا يلبس «ضابط» وأحيانا يعمل «ثائر» ليشعل النار بين الطرفين وليقتنع الجيش بأن الثوار عملاء وجواسيس ويقتنع الثوار بأن الجيش مستبد ولن يترك السلطة، فليكن عام 2012 هو عام الثقة والاتحاد للقبض على البغال التى ملأت شوارعنا وتحكمت فى مصائرنا.