«يكفيك شر الحافى إذا تقبقب».. مثل مصرى دارج يعبر بصدق عن حالات عدم الاتزان التى يصاب بها الشخص الفقير بعد الغنى الفاحش، فيتحول من الضعف للقوة، ومن التواضع للتكبر، ومن قلة الحيلة إلى تسونامى يحاول تدمير الآخرين بعد إصابته بعدم اتزان من تخمة الغنى، وهذا ما يحدث حاليا مع قطر التى تسير بخطى سريعة لإثبات ريادتها فى المنطقة، خاصة بعد انقلاب 1995، حيث انقلب الابن على أبيه «انقلاب الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى على مقاليد السلطة فى البلاد من والده خليفة بن حمد آل ثانى حين كان الأخير يقضى إجازته فى سويسرا» منذ ذلك الوقت شهدت قطر قدرا ملحوظا من تحرير الحياة الاجتماعية والسياسية على سبيل المثال صياغة دستور جديد، وإطلاق قناة الجزيرة- الإنجليزية والجزيرة العربية- والعديد من المواقع على شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية الإخبارية التليفزيونية.
مصادر غنى قطر إنتاج البترول، فهى تنتج مليون برميل يوميا، علاوة على كونها ثانى دولة تنتج الغاز الطبيعى فى العالم، وبها أكبر مصنع للألومنيوم فى العالم، فمنذ الطفرة الاقتصادية أصيب حاكم قطر الجديد بعد انقلابه على أبيه بحالة من عدم الاتزان، فسعى بالسير على نفس خطى العقيد القذافى فى تمويل الجماعات الانفصالية، رغبة منه فى تضخيم الذات أو تحجيم الكبار بإشغالهم فى مشاكل داخلية تهدم قدرتهم على التحرر والتقدم، فعلى سبيل المثال:
- تمويل حماس ومساعدتها فى انفصالها عن فتح، مما ساعد على تأسد حماس على أعضاء فتح وقتلهم والتنكيل بهم.
- تمويل جماعات أنصار السنة فى مصر بما يقارب 300 مليون يورو، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين بنفس المبلغ أيضا فى عملية استهدفت تعطيل الانتقال الديمقراطى بمصر، وساعد على تأسد الجماعات السلفية والإخوانية وتغيير النتائج المصيرية للشعب المصرى.
- تمويل جماعة حزب الله اللبنانية وإنشاء دولة للجنوب اللبنانى بقيادة نصر الله لضرب وحدة شعب لبنان وشغل دور إقليمى بالمنطقة.
- تمويل ثوار ليبيا بمبلغ خمسة مليارات من الدولارات أثناء الثورة لإسقاط القذافى، وبعد نجاح الثورة استاء أعضاء المجلس الانتقالى من سلطتها وفرض رأيها باختيار عدد من الوزراء من التيار الإسلامى مما حذا بهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» للتأكيد على سعى قطر الدؤوب لاستعراض «عضلاتها المالية» للإسهام فى تغيير الأنظمة فى البلدان العربية وتمويل الأحزاب الإسلامية للوصول إلى الحكم، كما نقلت «بى بى سى» فى تقرير مصور من العاصمة الدوحة بثته على خدمتها الإخبارية التليفزيونية وإذاعتها، تصاعد المخاوف فى ليبيا وتونس ومصر واليمن من استخدام المال القطرى لدعم وتمويل الأحزاب الإسلامية.
أخيراً، فإن قطر تسعى لزعزعة الاستقرار فى المنطقة وفرض سيطرتها على دول المنطقة، إما بشكل مباشر أو بعمل قناة الجزيرة، مما يؤكد أن قيادات قطر تسلك مسلك القذافى.
العقيد المخلوع المهزوم القتيل الذى ساهم فى كل الحركات الانفصالية فى العالم أجمع ومخطط حادث لوكيربى الشهير علاوة على تعضيده لكل الدول الأفريفية ليصبح رئيس رؤساء وملك ملوك أفريقيا.