مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السؤال محل الأزمة الآن هو: كيف نحتفل بعيد الشرطة فى نفس توقيت احتفالات الثورة.. فى الوقت الذى كانت فيه الشرطة هى الخصم الأول للمتظاهرين، وكان بطش الأمن المركزى سببا فى سقوط عشرات الشهداء فى ميادين الاعتصام؟
السؤال وجيه، والإجابة بالغة الصعوبة، ولكن الحل لا يكون بإلغاء جزء من تاريخ مصر، قدمت فيه الشرطة نموذجا للمقاومة ضد قوات الاحتلال فى بورسعيد، وهو مناسبة الاحتفال يوم 25 يناير من الأساس.
لا توجد مصلحة وطنية فى أن تبقى الجراح قائمة بين الناس والشرطة، عقابا على خطايا القرارات السياسية فى عهد النظام السابق، وعلى استبداد حفنة من رجال النظام، أطبقوا على رأس جهاز الأمن ليجبروه على إطاعة الأوامر، وإطلاق الرصاص على صدور الناس، فإلغاء الاحتفال بعيد الشرطة، يعنى أننا نضع أسوارا دامية فى وجه كل مصالحة، ونقيم أسلاكا شائكة بين هؤلاء الرجال القائمين على أمن مصر، وبين كل بيت فى ربوع مصر.
الشرطة أخطأت لأن هناك من احتكرها، كما احتكر كل شىء فى هذا البلد، والآن تسترد الثورة وزارة الداخلية بكاملها، لتعمل فى خدمة الشعب من جديد، بعد أن كانت تعمل فى خدمة النظام لخمسين عاما ماضية.
أقترح.. أن يعلن شباب الثورة احتفالات هذا العام «عيدا لاسترداد الشرطة»، وعودة استراتيجيات القرار الأمنى إلى أيدى الناس من جديد، بدلا من استغلال عيد الثورة فى إشعال روح الانتقام والثأر لتبقى الأسوار عالية، وتبقى الأسلاك العازلة أكثر دموية.
افتحوا الباب للمصالحة، وافرحوا باسترداد الشرطة إلى صفوف الناس، وتذكروا ما قاله نبيكم الكريم فى مكة «اذهبوا فأنتم الطلقاء»
هكذا تكون روح البناء.
مصر من وراء القصد.
مشاركة