السياسة لا تعرف الصداقات ولا العداوات الدائمة، ولكنها تعرف المصالح الدائمة، إذن السياسة هى سعى وراء المصالح من جانب الذين يمثلون دولة «ما»، والتى هى تعبير عن مجتمعها، ويأتى لقاء وليام بيرنز «الرجل الثانى» فى وزارة الخارجية الأمريكية مع قادة حزب «الحرية والعدالة» ليقول بوضوح إن المشهد السياسى فى مصر يتغير بوتيرة دراماتيكية، فالإخوان يلتقون الأمريكان، والأمريكان يرون أنه لا بديل عن الجلوس مع حكام مصر القادمين لمعرفة ما يدور فى كواليسهم وعقولهم.
تسرب إلى الصحافة خبر طمأنة الإخوان للأمريكان فيما يتعلق بعدم التعرض لمعاهدة كامب ديفيد، ورغم أن الإخوان نفوا الخبر، ولكنه يبدو أنه صحيح، فقد كانت هناك جلسات حوار سرية بين الطرفين منذ بدايات ظهور التغلب الإخوانى على المشهد الانتخابى منذ الجولة الأولى فى الانتخابات، وقد ذكر الإخوان أنفسهم أنه قد حدثت ثلاثة لقاءات علنية مع الأمريكان، أحدها مع جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس.
لا يملك الإخوان أو أى فصيل أن يعطى ضمانات لأمريكا بشأن أمن الكيان الصهيونى أو استمرار معاهدة كامب ديفيد التى تعد قيدا ثقيلا على السياسة الخارجية المصرية، نحن أمام حالة ثورية، وتلك الحالة تفترض أن تكون السياسة الخارجية المصرية معبرة عن مطالب الثورة.
تتسرب معلومات أيضا عن ترتيبات بين الإخوان والمجلس العسكرى فيما يتعلق بقرار الحرب والسلام، وأن الرئيس القادم فى مصر لا يمكنه وحده أن يتخذ ذلك القرار بدون موافقة المجلس العسكرى، وأن أمريكا ترعى هذا التوافق من أجل حماية أمن إسرائيل، ربما يكون مهما أن يراجع الرئيس مستشاريه وقادة الجيش فيما يتعلق بقرارات الحرب والسلم، ولكنه فى التحليل النهائى هو صاحب القرار والمسؤول عنه أمام الشعب الذى اختاره.
الإخوان اليوم يلتقون الأمريكان لا بحسبانهم جماعة الإخوان المسلمين، وإنما بحسبانهم الحزب الذى منحه الشعب تمثيله والنيابة عنه بمنحه أغلب الأصوات فى صناديق الانتخابات، ومن ثم فإنه من الضرورى أن يعرف الشعب ماذا يجرى فى تلك الاجتماعات، لا أظن أن بيانا خرج من الحزب ليقول للشعب المصرى عما دار فى المقابلة بين وليام بيرنز «وبين قادة حزب الحرية والعدالة».
تريد مصر من أمريكا ألا تحدد لها الطريقة التى ستدير بها عملية التنمية الاقتصادية - الاجتماعية، فنحن لدينا خيارات مختلفة عن اللجوء إلى المؤسسات المالية الدولية، وتريد مصر من أمريكا ألا تكون وكيلا عن إسرائيل تتحدث بلسانها، تريد مصر من أمريكا أن تتوقف عن النظر لمصر وكأنها فناء خلفى لها، مصر بعد الثورة تحتاج لسياسة خارجية تعيد لمصر دورها ومكانتها.
لا يرفض أى مصرى أن يلتقى الإخوان مع الأمريكان، ولكن يجب أن يعرف المصريون ما يدور هناك، ويجب أن يعرف الإخوان أن هذه اللقاءات معبرة عن المصالح المصرية والعربية، وإلا فإن هذه اللقاءات ستكون أفخاخا مبكرة كان من الحكمة أن تؤجل.
عدد الردود 0
بواسطة:
ماما مشيرة-لندن
كلام متناقض مثل فكر الاخوان تماما
حد فاهم حاجة؟
عدد الردود 0
بواسطة:
د/سامح
مع احترامي لك يا أستاذنا
عدد الردود 0
بواسطة:
نعمان
الباحثون عن التهم!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
م. حبيب الاسلام
ياسادة / الاخوان المسلمون / هم الاسلام السياسى المعاصر للقرن الواحد والعشرين