الثورة على حبل المشنقة‎

هل يمكن لصوت أن يعلو ويرتفع على حق الشهداء، هل يمكن لصوت أن يعلو ويرتفع على صوت المطالبة بمحاسبة القتلة والفاسدين، هل يمكن إنكار الثمن الذى دفعه ويدفعه غيره وأنبل وأعظم شباب مصر بأرواحهم من أجل كرامة وحرية وشرف مصر؟ هل يمكن المساواة والمقايضة والتفاوض، وعقد صفقات بين نخبة فاسدة وأحزاب وقوى سياسية فضلت مصالحها على حساب دماء الشهداء، وأنين الأمهات الثكلى وصرخات الأطفال الذين يتضورون جوعاً وحرماً وقهراً على فقدان عائلهم؟

هل يمكن تصديق نظام فاسد فى نفسه مفسد لغيره يريد أن يجعل من الشعب مجتمعاً من الخراف المستأنسة؟
هل يمكن إلقاء اللوم على المجلس العسكرى وتحميله المسئولية منفرداً، بعد تأكده من فساد وتهاون العديد والعديد من القوى والتيارات السياسية والحركات المشبوهة التى شاركت مبارك من قبل فساده واستبداده.

هل يمكن تصديق خداع نخبه فاسدة مضللة؟ هل يمكن التسليم بشيطنة وعكشنة الثورة وإفراغها من مضمونها واختصارها فيما يرونها هم وهم فقط من صفقات تعقد ليلاً؟ هل يمكن الاستمرار فى تصديق هؤلاء الذين برعوا وتفننوا فى السطو على نضال الشباب المؤمن بثورته، ويدفع حياته ثمناً لها، ثم يظهر هؤلاء فجأة فى الصورة ليجنوا ويحصدوا ما زرعه الشباب؟
هل مطلوب من الشعب المصرى قبول الدية فى دماء أبنائه من أجل أن سعد القاتل بإراقه أذكى دماء عرفته مصر؟ هل يمكن للشباب وهم أمل الأمة أن يثقوا فى مصداقية الأحزاب مرة أخرى بعد أن صمتوا دهراً ونطقوا كفراً؟
هل المطلوب من الثوار أن يصعدوا إلى أعواد المشانق لإرضاء المجلس العسكرى والأحزاب؟

من أجل هذا سننزل إلى الميادين قبل وأثناء وبعد 25 يناير، ولن نحتفل بالثورة؛ لأنها لم تنجح بالفعل سنذهب لميدان التحرير وميدان الأربعين وميدان القائد إبراهيم، من أجل إسقاط النظام الذى لم يسقط بعد، ومن أجل أن يعود الجيش المصرى لثكناته لحماية حدود مصر من أى كائن كان.. سنذهب للميادين من أجل تقديم قتلة الثوار فى يناير 2011، وحتى يناير 2012 من أجل شهداء السويس والقاهرة والإسكندرية وأسيوط وطنطا والمنصورة والغربية وكل محافظات مصر من أجل شهداء ماسبيرو والبالون والسفارة الصهيونية وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء،
سنذهب للتحرير كمصريين فقط، سواء كنا سلفيين أو إخوان أو مسيحيين أو ليبراليين أو يساريين سنذهب للتحرير، وميادين مصر لندافع عن أهداف ثورتنا ومبادئها(عيش حرية عدالة اجتماعية) سنذهب جميعاً، وكلنا استعداد للشهادة، من أجل أن نهب الحياة لمصر.
الله.الوطن.الثورة.