أصاب فكهانى سكرتير حى وسط الجمالية بجرح قطعى بالوجه متعديا عليه بسلاح أبيض، اعتراضا منه على قيام الأخير بأعمال إصلاحات بالطريق، مما تسبب فى تعطل المرور وتأخر وصول الفكهانى وبرفقته مريضة إلى مستشفى الحسين الجامعى. تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وجارٍ عرضه على النيابة العامة.
ما رأيكم فى هذا الخبر الذى نشر بقسم الحوادث فى"اليوم السابع"، بالطبع سوف تميلون إلى وصف سكرتير الحى، الذى كان يصلح الطريق، ويمكن أيضاً أن نلتمس العذر للفكهانى لأنه متضرر ومعه مريضة تحتاج العلاج.
الوضع متشابه بين هذه الحادثة والثورة التى تريد إصلاح الطريق الذى تسير فيه بلادنا، بل إن الثوار يريدون تغييره تماماً، وبالطبع هذه الحالة من التغيير أو الإصلاح، تعطل مصالح بعض الفئات، فيحدث سوء التفاهم.
لكن هناك فرقاً مهماً بين حادث الفكهانى وبين الثورة، ذلك أنه فى حالة الثورة هناك فريق مستفيد من أن يظل الطريق كما هو دون إصلاح أو تغيير، وهؤلاء يستغلون أمثال الفكهانى ومريضته فى التحريض على الثورة والثوار، مظهرين الثورة بأنها تعطل"عجلة الإنتاج"، وفى المقابل هناك فريق متضرر من بقاء الطريق على ما هو عليه وبحكم مصالحه يساند الثورة، وهناك أيضاً شباب مثاليون يثورون بدافع مشاعرهم الكارهة للظلم والنفاق وتدنى القيم الذى وصلنا إليه فى ظل النظام الحاكم.
لكن الغالبية العظمى من الفريق الثانى"الشعب" لا يعى الآن أن مصالحه مع الثورة، لذلك تجده إما ضدها، وإما أنه يدافع عن مصالحه وحده بعيداً عن الثوار، وكذلك لا يعى الفريق الثالث جيداً الفئات التى تتفق مصالحها مع الثورة، ولم يستطع إلى الآن جذبها كاملة للميدان.
وهذا معناه فى رأيى أن الثورة ذاتها فى مرحلة انتقالية تتطور فيها أهدافها، ما يتطلب من شباب الثورة تغيير تكتيكاتهم وأساليبهم لكى تحافظ الثورة على قوتها، بل وربما بالوعى والتنظيم لا يكون هناك صدام مع الفكهانى ومريضته، وتتلقى المريضة العلاج وتنهض متعافية بسلام.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة