لا يستطيع الواحد منا أن يتمالك أعصابه أمام ما يحدث على الساحة السياسية بخصوص كيفية الاحتفال أو التظاهر أو الخروج أيا كانت المسميات فى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير.
القوى السياسية والائتلافات والأحزاب والهيئات الرسمية والمجلس العسكرى يتحدثون باستمرار عن الاحتفال بهذا اليوم التاريخى لكن دون اتفاق على شكل وغاية وطبيعة الاحتفال، وامتد الخلاف إلى المسمى نفسه، فمنهم من يرى أنه اليوم المشهود لثورة 25 يناير الثانية، ومنهم من يرى أنه خروج لتحقيق أهداف الثورة التى لم تتحقق، ومنهم من يرى أنه احتفال، بما يعنى كلمات جميلة وموسيقى وأغانى وخلافه، وكل فريق من هؤلاء يحاول اجتذاب الجمهور العريض إلى صفه فيما ينسحبون تدريجيا دون وعى إلى الرمال المتحركة للمزايدة.
الدكتور ممدوح حمزة مثلا اتفق وعدد من الأحزاب والقوى السياسية، منها الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية والمجلس الوطنى المصرى وحركة 9 مارس، على تنظيم مؤتمر يوم 21 يناير للاحتفال بذكرى الثورة انطلاقا من أهدافها «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية»، وفؤاد أبوهميلة، المتحدث باسم تحالف إنقاذ الثورة، اعتبر أن 25 يناير القادم هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ الثورة، بينما دعت حملة حمدين صباحى الشعب المصرى للنزول إلى كل ميادين مصر، والدكتور أيمن نور عقد اجتماعًا مع ممثلى مبادرة 25 يناير فى منزله، للهدف نفسه، وتم الاتفاق على تسليم السلطة بشكل فورى إلى مجلس الشعب، فيما أعلنت حركة 6 إبريل، جبهة أحمد ماهر، عن حملة فى المحافظات للمطالبة بسرعة تسليم السلطة للمدنيين.
المفارقة التى تستحق التأمل أن هذه الاجتماعات والإعلانات تجرى وتصدر بيانات للنشر فى الصحف، فى الوقت الذى أعلن فيه سعد الكتاتنى القيادى الإخوانى ورئيس مجلس الشعب التوافقى دعم الإخوان للمجلس العسكرى لإنهاء المرحلة الانتقالية، وهو الموقف نفسه الذى عبر عنه أكثر من مرة قيادات الأحزاب السلفية، فما معنى تلك المطالب التى تنادى بتسليم السلطة لمجلس الشعب؟ لمن بالضبط فى المجلس إذا كانت الأغلبية تؤيد استمرار المجلس العسكرى حتى نهاية الفترة الانتقالية، فضلا عن تجاهل الإخوان والسلفيين لقاءات الأحزاب والائتلافات الداعية للخروج فى 25 يناير؟.
رحم الله عبدالوهاب الذى أطربنا بكلمات بشارة الخورى «إن عشقنا فعذرنا أن فى وجهنا نظر».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بشاى
ثلاثة مفكريين فى اسبوع بيدعوا