محمد الدسوقى رشدى

حزب البرادعى

السبت، 21 يناير 2012 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يفعلها الدكتور محمد البرادعى ويثبت للناس أن هناك أشياءً أكثر إفادة يمكن تقديمها لمصر من الترشح لرئاسة الجمهورية؟.. هل يفعلها البرادعى وينجح فيما فشلت فيه القوى الليبرالية على مدار عشرات السنوات؟.. هل يفعلها المرشح الذى كان ويخلق قوى أخرى منظمة تزاحم جماعة الإخوان المسلمين، وتعدّل ما أصاب كفة الميزان السياسى من اعوجاج؟
الشباب قدموها للدكتور البرادعى على طبق من فضة، كما يقول معلقو مباريات كرة القدم، ولا يتبقى سوى أن يحرز البرادعى الهدف المنتظر، طرح الشباب الحلم الذى يقول بدمج أحزاب المصرى الديمقراطى، والغد، والعدل، وحملة دعم البرادعى، والجمعية الوطنية للتغيير، و6 أبريل، تحت لواء حزب مظلة واحدة يحمل اسم النهضة، ويرفع لواء وراية الوسطية فى كل المجالات دينًا وسياسيةً واقتصادًا، معبرًا عن مصر التى لا تعرف التطرف، ولا تعرف سياط الترهيب والتحريم، ولا استغلال اسم الله فى غير موضعه.

أطلق الشباب العنان لحلمهم الذى جاء بعد تجربة مريرة عاشوها العام الماضى وسط تشتت واختلاف وضعف القوى الوسطية وعدم قدرتها على التوافق أو الاتفاق على كلمة سواء، أطلق الشباب حلمهم بالكيان الواحد بعد أن عاش كل منهم داخل حركته أو حزبه الوليد بعد الثورة وهو يعانى الوحدة وفقدان البوصلة وضعف التنظيم، فى مواجهة كيانات أخرى أكثر تنظيمًا وتمويلًا.

حلم الشباب بحزب النهضة يعبر عن اليأس كما يعبر عن الأمل، اليأس من تجربة عام الثورة الأول الذى شهد سقوط التيارات التى ولدت من رحم ميدان التحرير، وأمل فى أن فشل هذه التيارات كان تعثرًا سببه الخبرة وفورة حماس، يمكن تجاوزه تحت مظلة حزب مؤسسى دعا الشباب البرادعى لقيادته برفقة ثلاثة مؤسسين آخرين، هم: أحمد زويل، والدكتور محمد غنيم، وأيمن نور.

الوضع السياسى المصرى فى هذا التوقيت يحتاج إلى ذلك الحلم، يحتاج إلى كيان حزبى مؤسسى قادر على أن يملأ الفراغ، ويجمع شتات الأفكار المتضاربة، وينقذنا من فكرة العيش لمدة ثلاثين سنة أخرى تحت رحمة قوى واحدة أو حزب واحد، ويخلق ذلك التوازن الذى لا تعيش مصر ولا تتقدم بدونه.

دعك من كون الفكرة مازالت فى طور الحلم، ودعك من كونها مازالت أرضًا بورًا فى انتظار مياه موافقة وحماس، وإصرار الرباعى المصرى المحترم زويل، والبرادعى، ونور، وغنيم. الدعوة إلى الفكرة لم تبالغ، ولم تقل غير ذلك، قال الشباب إن حزب النهضة ربما يصبح حقيقة، وربما يبقى حلمًا، ولكن الأهم أن الحلم قد خلق، قد تكونت نطفته، ولا ينقصه سوى الهمة والعزيمة المصرية القادرة على جعله بالضغط والإصرار والترويج واقعًا ربما يقود مصر إلى حيث توجد تلك المكانة التى أخبرنا التاريخ بأنها خلقت لأجلها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة