لا أحد يعرف من أين تأتى المخاوف من حريق القاهرة الجديد، لا يوجد طرف أعلن بشكل واضح عن نيته فى ممارسة العنف يوم 25 يناير، أغلب ائتلافات الثورة المعروفة ونصف المعروفة أعلنت أنها ستشارك فى التظاهر لاستكمال أهداف الثورة، دون أن تعلن أى نية فى ممارسة العنف بل إنها حذرت من أى اعتداء عليها من الأمن.
فى المقابل فإن الأمن والقوات المسلحة أيضاً حذروا من احتمالات وقوع أعمال عنف، أى أن كلا الطرفين خائف ولديه رغبة فى أن يمر اليوم بسلام. ائتلاف شباب الثورة يطالب بتسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب المنتخب وهو اقتراح لا يلقى قبولاً من تيارات كثيرة، ولم يطرح لأى نقاش، ومن المفارقات أن الذين يطالبون بتسليم السلطة لرئيس البرلمان لايخفون شعوراً بالإحباط من نتائج الانتخابات، لا يرونها تعبر عن أهداف الثورة.
مطلب تسليم سلطة رئيس الجمهورية لرئيس البرلمان، يجعل السلطة كلها مركزة فى يد واحدة، ويخلط بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويسبب أزمة فى كتابة الدستور، وهو مطلب رفضه مجلس الشعب والأغلبية البرلمانية ممثلة فى حزب «الحرية والعدالة».
الجمعية الوطنية للتغيير هى الأخرى أصدرت بياناً وعقدت مؤتمراً صحفياً وانتقدت المجلس العسكرى والاعتداء على الثوار، وانتقدت طريقة محاكمة مبارك وأعوانه، وطالبت مجلس الشعب المنتخب بحماية الثورة وتحقيق أهدافها، ولم تطلب تسليم السلطة لرئيس البرلمان.
جماعة الإخوان و«حزب الحرية والعدالة» يرفضان العنف ويشاركان فى ذكرى الثورة ويران أن الانتخابات أهداف للثورة وتحققت، وأن النصف الآخر لتسليم السلطة فى الطريق، مع فتح باب الترشح للرئاسة فى أبريل القادم، ومعهم بدرجة ما «السلفيون» الذين حازوا على المركز الثانى فى الأغلبية البرلمانية، وكلاهم يحذر من العنف.
إذن نحن أمام مطالب مختلفة، ومخاوف واحدة، وهو خوف صنعته بعض البيانات المجهولة التى أعلنت إنهاء سلمية الثورة، ومشى وراءهم من يمارسون الثورة من وراء «الكيبورد»، نظرياً بالشعارات والمزايدة، التى تجذب الأنظار.
فى المقابل تسربت خطة أمنية تتحدث عن مواجهة من يهاجم المنشآت العامة بالمياه الملونة التى لاتزول لمدة 6 أشهر، وإطلاق الرصاص على الأقدام، والغريب أن هناك من صدق أنه توجد مياه ملونة تستمر 6 أشهر، أجهزة الأمن لم تنف الخطة ولم تؤكدها، والمتظاهرون لم يقولوا إنهم سيهاجمون المنشآت العامة.
البعض يتحدث عن ثورة ثانية، وهو يخفى شعوراً بالإحباط من مكاسب حققها من خاضوا الانتخابات، ونجومية حققها فضائيون بعضهم يحتكر الحديث باسم ثورة كانوا مجرد أفراد فيها، ولا يمكن القول إن كل من عينوا أنفسهم متحدثين باسم الثورة هم الثورة، هناك نجوم وفضائيون اشتهروا من كثرة الظهور.
لا أحد يتحدث عن العنف، والكل يخشى من عنف وانفلات، صناعة للخوف يستفيد منها طامعون فى السلطة أو محبطون من نتائج كانوا سبباً فيها، ويدعون لتكرار ما لا يتكرر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
تظل صناعة رائجة حتى الفصل الأخير من الرواية
عدد الردود 0
بواسطة:
z-yahya
ثوره شم النسيم