خالد الشريف

دعونا نفرح بالثورة

الأربعاء، 25 يناير 2012 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم تُكْمِل الثورة المصرية عامها الأول.. عام كامل على زوال الدكتاتورية العاتية التى جَرّفت مصر سياسيًّا واقتصاديًّا وجعلتها ساحةً خَرِبة قاحلةً لا زرع فيها ولا ماء.. عام كامل تَحطَّمت فيه القيود والأغلال.. عام كامل على رحيل الطاغية الذى ملأ الأرض جورًا واستبدادًا، واستطاعت الثورة أن تخلعه من عرينه، وتُحاكِمه على فساده وطغيانه على رؤوس الأشهاد.

عام كامل سطَّر خلاله الشعب المصرى إنجازات هائلة أبْهرَت العالم، بما قدَّمه من إبداع وابتكار فى الوسائل السلمية المعبرة عن ثورته وإرادته فى ميدان التحرير، وقتاله وإصراره على نَيْل حريته وكرامته، قدَّم خلالها الدماء والأرواح رخيصةً من أجل هذا الوطن.. عام كامل والشعب المصرى يزداد وعْيًا بتنظيم صفوفه للحفاظ على وطنه وأرضه، رغم الانفلات الأمنى الذى ظلَّ شهورًا طويلةً، ضرب فيها الشعب المصرى المثلَ فى التضحية والمشاركة الفعَّالة فى لجانٍ شعبيةٍ فريدة.

عام كامل والشعب المصرى يشارك بكل إيجابية فى التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية، ووقف ساعاتٍ طويلة فى طوابير أطول من أجل المشاركة فى رسم مستقبل مصر السياسى.

عام كامل أثبت الشعب المصرى أنه أوعى من نُخْبَته وأكثر حبًّا ووطنيةً من القوَى التقليدية كافة التى أرهقت الوطن سنوات فى مُزَايَدات رخيصة أضرت البلاد والعباد.

اليوم من حقِّ الشعب المصرى بعد أن اكتملت أولى مؤسَّساته الدستورية أن يفرح بإنجازٍ حقيقيٍّ ملموس.. نعم من حقه أن يفرح رغم العراقيل والعثرات التى وُضِعت فى مواجهة الثورة من الفلول وبعض القائمين على السلطة، إلا أنه استطاع بناء برلمانٍ قويٍّ جاءَ من إرادةٍ شعبيةٍ حرة ونزيهة.. من حق الشعب المصرى أن يفرح بالعام الأول للثورة رغم أنَّ الثورة لازالت تحتاج لجهد وصبر طويلٍ لتحقيق كامل الأهداف.

وقد آلَمَنِى دعوة البعض للجماهير فى عيد الثورة للحداد العام على أرواح الشهداء، وارتداء السواد، وهو ورب الكعبة أمر غريب؛ لأننا أنجزنا ثورةً أبْهَرت العالم، ومن حقِّنا أن نفرح ولا نحزن، فضلاً أن ارتداء السواد من فعل الجاهلية.. وأنه من الأحرى رفع الهِمَم لتحقيق حلم الشهداء فى بناء مصر الحديثة التى يسودها العدل والحرية والإنصاف.. فالكفاح يا شباب لن يتوقف، ونحن مع مطالب الجماهير التى أرهقتها المعيشة والفساد، لكن دعونا اليوم نفرح بما تَمَّ إنجازه.

نحن مع نضال الشباب من أجل الحرية والكرامة، لأننا نريد مجتمعًا قويًّا يملك إرادته وحريته واقتصاده.. لكن لا يدعونا ذلك للحزن واليأس، فيجب أن نتفاءل بغدٍ مُشرقٍ.

ليبقَ شباب الثورة معقد الأمل، ومناط الرجاء فى بناء مصر الحديثة من أجل علاج المشكلات، وإصلاح الوضع الاقتصادى المأزوم الذى تعانِى منه البلاد.. مصر أيها الشباب أضحت اليوم أمانة فى أعناقنا جميعًا، لا ينبغى أن نتركها لكل حاقد ينفث فيها الفتن والجهالات، أو نتركها لكل فاسدٍ عِرْبيد ينهب ثرواتها، ويعرقل مسيرة ثورتها المباركة التى رَوَيْناها بدمائنا وأرواحنا.. أرجوكم دعونا نفرح بالثورة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

كـلام إيجـابى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة