لا أملك سوى تهنئة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان المسلمين وحزب النور السلفى، على فوزهما بأغلبية مقاعد البرلمان المصرى، مع عزائى لأرواح شهداء الثورة الذين رفعوا من البدء «مدنية مدنية.. سلمية سلمية». بالطبع ضاعت آمالهم وسط مواءمات واتفاقات المجلس العسكرى والتيارات الدينية لأجل الخروج الآمن.
«المية تكذب الغطاس» مثل مصرى دارج نردده دائما، فشعارات الإخوان «حرية وعدالة» بالطبع على أرض الواقع نحتاج لتطبيق حرية وعدالة، ولكن من الواضح أن هناك منذ البداية إقصاء من التيارات الدينية اتضح من أسلوبهم فى أداء القسم!
لو حكم الإخوان قبل 25 يناير لكانت مصر وشعبها لقمة سائغة فى أفواههم، ولكن بعد 25 يناير، تغيرت ملامح مصر تماماً، أصبح بها رجال بعد عقود من الإخصاء السياسى، أصبح ميدان التحرير علامة من علامات الحرية والثورة، وما يحتاجه الشعب أفعال وليس كلمات، ترى هل ينجح الإخوان فى تقديم علاج لمشاكل مصر المستفحلة اقتصاديا وتعليميا وتنظيميا؟ هل ينجح الإخوان فى علاج العشوائيات؟ هل تنجح التيارات الدينية فى إرسال إشارات لكل فئات الشعب بأنها تسعى لتطبيق عدالة للجميع، أخيراً هل تعى التيارات الدينية أن شعب مصر عانى عقوداً مديدة محروما من الكرامة والعدل والحرية، فهل تحقق التيارات ما كان يحلم به الشعب المصرى؟
ليعلم الإخوان وأعضاء حزب النور أن العالم يراقب مصر عن كثب، وأنها وضعت فى امتحان عسير، وأن حرية الرأى والتعبير مكفولة للجميع، وخوف كل التيارات الليبرالية من استبدال ديكتاتورية مستبدة بفاشية دينية قائم، ومظاهرات فنانى مصر إرهاصات لمظاهرات من الممكن أن تكتسح مصر بكل قطاعاتها، وهناك حركات لها ثقلها قامت الثورة على أكتافها مثل حركات 6 أبريل، وكفاية، وأقباط بلا حدودد، وشباب ماسبيرو.. كلها حركات مصرية عملت لأجل مصر ونجحت فى ترديد صوت الحق عالياً، لذلك لن تستطيع أية قوة أن تكمم أفواه أحرار مصر.
ترى هل تنجح التيارات الدينية فى رأب الصدع بين كل المصريين أم ستعزف على وتر الاختلاف وتسلك سلوك النظام السابق؟