لا يستطيع عاقل أن ينسى شبابنا الأبرار الذين سقطوا شهداء بنيران الغدر والخسة، على يد الطاغية مبارك ورجاله، لقد رأيت بعينى هؤلاء الشباب فى جمعة الغضب يتسارعون للتصدى للمجرمين بصدور عارية، إلا من الإيمان بالله ثم بأوطانهم، لقد رأيتهم يتنافسون على نيل شرف الشهادة، وكأنهم يزفون إلى العرس.
وفى ذكرى هذا اليوم العظيم فى تاريخ أمتنا، لن أنسى أننى رأيت شبابا فى شارع طلعت حرب، فى جمعة الغضب كان يتساقطون أمامنا بين مصاب وقتيل، وعندما كنا نقوم بتضميم جراحهم نرى عجب العجاب، فهذا شاب بعد أن يفوق من غيبوبة أصابته بسبب الغاز المسيل للدموع، نجده يصمم على العودة للميدان، مؤكد لنا أنه لم يخرج من منزله إلا لتحرير مصر من الفساد، وهذا آخر يترنم بحب مصر فى آخر أنفاسه قبل أن يفارق الحياة، وهذا شاب فقد عينه، وهو يردد «نور الحرية لمصر أنار عينى».
إنها مواقف تاريخية سطرها هؤلاء الشباب بحروف من نور، وقد حملتنا دماؤهم الطاهرة أمانة، لابد من الحفاظ عليها، ودينا لابد من سداده، وواجبا لابد من أدائه، وعلى رأس ذلك كله القصاص من القتلى المجرمين، ولا يسعنا إلا أن نردد ما قاله النائب أكرم الشاعر الذى أبكى البرلمان: «دم الشهداء فى رقبتنا كلنا وأى أحد يقصر لابد من محاكمته لا نطلب أموالا ولا دية، المطلوب وضع حسنى مبارك فى السجن كفانا ما شاهدناه من هذه التمثيلية».
نعم كفانا أفلاما هابطة فلابد من محاكمة القتلى بمحكمة ثورية، تنهى حياة هؤلاء المجرمين، وتثأر لشهدائنا، فالقاتل يقتل ولو بعد حين، فبطوى هذه الصفحة المظلمة بقصاص عادل، ستشفى الصدور، وتهدأ أرواح الشهداء، وتعود الحقوق لأصحابها.
كما لابد من استكمال أهداف الثورة وتطهير مؤسسات الدولة، وأرى أن هذا دور البرلمان المنتخب الذى لابد أن ندعمه خاصة بعد ما شاهدناه منهم من قوة وشجاعة، فى جلسة مناقشة قتل المتظاهرين.
وأرى أننا لابد أن نبدأ فى معركة البناء والنهضة، فبالاستقرار ودفع عجلة الإنتاج، والتوافق الوطنى على تأسيس دستور يلبى حاجات المصريين، نضمن إرساء مبادئ العدل والحرية والمساواة، وبذلك سنخطو بقوة نحو تحقيق باقى أهداف الثورة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة