وخزتنى أم العيال قبل صلاة الفجر بساعة، وهى تصرخ فى أذنى «قوم يا طنوخى شد طولك عشان تلحق مخزن عربية الأنابيب وتجيبلنا أنبوبة قبل ما المنيل سحس بومبة يقلبهم فى سوق السودا» قمت ونا أرد عليها بلغة الواثق المثقف العالم بواطن الأمور «ده قبل الثورة يا متخلفة دلوقت فيه رقابة شعبية، دلوقت فيه الجماعة بتحمى الشعب»، ومعهم سنجد كل الخير إن شاء الله، كمان الشعب صاحى وهو والجيش إيد واحدة مين اللى يقدر ياكل حقوقنا».
سحبت الأنبوبة واستعديت للذهاب لمخزن سحس بومبة اللى على بعد حوالى كيلو من بيتنا، وما إن فتحت باب البيت حتى وجدت شخصا يقف وظهره لىّ فسألته «إنت مين؟» رد «ده آخر الطابور دورك ورايا».
وبخبرات سابقة وصلت إلى المخزن وعند الجانب اليمين منه لمحت الأخ حربى مندوب النائب جلال القرش بتاع الجماعة يقف مشرفاً على توزيع مقطوعية من الأنابيب تم رصها أمامه، وفى يده كشف وفى المقابل عشرات يقفون فى نظام فى انتظار دورهم، ويهتف «إن شاء الله حيتم التوزيع بالعدل ومعنا ستجدون كل الخير إن شاء الله، كل واحد يحضر حق البومبة فى إيده وبالدور»، تفاءلت خيراً وقلت الحمد لله الحق رجع لأصحابه، ووقفت فى الطابور، وما إن وقفت أمام الأخ حربى حتى بدأ يسألنى عن بياناتى ولما وصلت إلى عنوان دائرتى الانتخابية، التى تختلف عن دائرة النائب جلال القرش، زاغ بصره وقال لى فى هدوء ودعه من غير حلفان يا مسروق يا اخويا الأنابيب اللى تبعى خلصت، روح الرصيف اللى قصادى عند الشيخ مؤمن بتاع حزب الضوء يمكن يساعدك» جريت ووقفت فى طابور الشيخ مؤمن، وما أن وصلت له حتى سألنى عن بياناتى وأخذ يدونها ثم سألنى بالفصحى» ما عقيدتك؟ «فلم أفهم قصده ولكنى خفت ألا يعطينى الأنبوبة فخمنت الإجابة، وقلت له «الحمد لله كل خير»، توقف عن الكتابة وبصلى من فوق لتحت، وقال باسألك على عقيدتك.. فنظرت إليه مرتبكا، فهمهم قليلا ثم قالى لى: «طب اسمع تعرف تقول لى آية الكرسى» فاعتذرت لأنى مش حافظها، قطع الورقة التى كان يكتبها لى، وقال لى اذهب يا أخ لأى رصيف تانى ربنا يسهلك. جريت على باب المخزن وقررت أن أخذ حقى بيدى وصرخت فى وجه سحس بومبة مطالبا بحقى.. فشاور لى تجاه ضابط وحوله 4 عساكر بخوذ وسلاح فتوجهت إليه فى جراءة الثوار، وقلت له «عاوز أنبوبة» فرد «وماله.. حقك وإحنا هنا لخدمتك بس لازم نسأل الخبرات والقيادات الشعبية» وسأل شخص بجانبه عنى وما إن استدار الشخص حتى اكتشفت أنه الواد حودة السريع البلطجى وابن باتعة الدلالة تاجرة سوق السودا.. نظر اللئيم فى وجهى ورد على الضابط «ما يستحقش يا باشا ده من اللى بيتاجروا فى قوت الغلابة» سحبنى الجنود من قفايا وألقوا بى خارج الطابور.
وعند الباتعة الدلالة قابلت الواد جرجس الجمال بيشترى أنبوبة سألته: «هى الكنيسة ليه مش واخدة رصيف جنب المخزن زى الجماعة، رد «الكنيسة فيها مرمات والمونة اتأخرت».
رجعت للبيت وأنا مبسوط وبأقول كعادتى «قضا أحسن من قضا».