مدحت قلادة

مجلس الفرقاء لا يبنى وطن

السبت، 28 يناير 2012 09:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجلس الشعب هو السلطة التشريعية بجمهورية مصر العربية، ويتولى اختصاصات مختلفة، ورد النص عليها فى الباب الخامس من الدستور، وفقاً للمادة 86 يتولى المجلس سلطة التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية كما هو مبين بالدستور.

وبديهى أن يسمو عضو مجلس الشعب على ذاته لتحقيق أهداف أسمى وهى خدمة أفراد شعبه، ولكن ما حدث يوم قسم أعضاء مجلس الشعب أظهر أنهم مجلس غرماء! يحاول السلفى النيل من الإخوانى ويحاول الإخوانى النيل من السلفى ومن أعضاء حزب الوسط المنشق عن الإخوان. وتحول المشهد من صراع داخل الدوائر الانتخابية إلى تخليص حق داخل المجلس، مما يؤكد أنه ليس مجلس شعب بل مجلس غرماء، وبالتالى هل يستطيع هذا المجلس خدمة وطن؟!!

مما لاشك فيه أن هناك أخطاء قاتلة وقعت فيها التيارات السلفية، ومحاولة تغيير القسم إلى "طبقاً لشرع الله"! من المفروض أن مجلس الشعب يمثل كل التيارات المصرية وأطياف الشعب المصرى المختلفة، فماذا سيكون موقف قيادات التيارات الدينية الجالسة فى سيد قراره مع الذين لا يؤمنون بشرع الله حسب معتقد التيارات السلفية؟.. هل الإقصاء؟.. هل الحرمان؟.. وماذا سيكون نصيب المسيحى والبهائى والملحد من قرارات مجلس الشعب؟ هل تقتصر على المؤمنين بالشريعة فقط باعتبار أن ممثل الشعب السلفى لا يعمل إلا بما لا يخالف شرع الله؟ ...

لقد عانى التيار الإسلامى من إقصاء النظام البائد، شأنه شأن كل التيارات الوطنية، ولكنه يسلك نفس مسلك النظام البائد، فالأول بديكتاتورية بوليسية والثانى بفاشية دينية.

هل سلطة المجلس دفع الناس لأعتاب الجنة أم رقابة الحكومة؟.... هل من سلطات مجلس الشعب تطبيق شرع الله أم نشر العدل بين البشر مهما كانت انتماءاتهم الدينية؟...

إن سلوك التيارات السلفية يؤكد على أن هناك عيوباً فى الرؤية واختلاف فى وجهات النظر. فليس من مهام المجلس تحويل الأرض إلى مدينة فاضلة والغوص فى قلوب البشر.
وعليه لقد أخطأت الثورة؛ لأنها سمحت بتواجد تيارات فاشية دينية تلغى الآخر وتحصر نشاطها فى المجلس على المؤمنين بشرع الله فقط! وحرمان الآخر... مما حدا بالأستاذ مصطفى النجار إلى تغيير القسم إلى (بما لايخالف هدف الثورة) .... وبالتالى تحول المجلس إلى مجلس فرقاء، بدلاً من العمل على تحقيق أهداف المواطن البسيط، أصبح الشغل الشاغل هو تصفية حسابات المعارك الانتخابية داخل المجلس، فأصبح مجلساً للغرماء المهمومين بتطبيق شرع الله، وليس تحقيق خدمات لشعب مصر ...








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة