سعيد الشحات

متى يفوز الثوار؟

الأحد، 29 يناير 2012 07:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرة واحدة إلى الحشود الهائلة التى شاركت يوم الأربعاء الماضى فى ذكرى الثورة، وأمس الأول الجمعة، تدفعك إلى طرح السؤال: «لماذا لم تؤثر هذه الحشود الهائلة فى انتخابات مجلس الشعب؟، ولماذا لم تستطع إنجاح قيادات من بينها فى هذه الانتخابات؟.

سؤالى موصول بسؤال آخر وهو: إذا كان البعض قد رفع فى ميدان التحرير شعارات عدائية ضد الإخوان، فلماذا اكتسح الإخوان الانتخابات؟، وهل يعطى ذلك دلالة تتناقض مع الثورة وأهدافها؟.

قد يفسر البعض ذلك بأن الإخوان هم الأكثر تنظيما، والأكثر احتكاكا بالتعاملات اليومية مع رجل الشارع، وأن الانتخابات تحكمها وسائل وآليات ومناورات أخرى قد تتناقض مع الوسائل الثورية، وأن الإخوان ومرشحين آخرين أكثر احترافية فى العمل بهذه الوسائل، ومع الأخذ فى الاعتبار أن كل هذه الأسباب صحيحة، فإنها لا يجب أن تؤدى إلى خلط الأوراق باتهام الناجحين بعدم المبدئية، وأمام كل ذلك، يتولد السؤال الأكبر وهو: متى سنرى طلائع ثورة 25 يناير فى مؤسسات الدولة ومنها مجلس الشعب؟

الثورة بطبيعتها أكثر سرعة فى مطالبها، وأكثر ارتفاعا فى سقف مطالبها، وأكثر حيوية من التنظيمات الحزبية التقليدية، وتلجأ إلى تعبئة الجماهير كوسيلة ضاغطة، لكن إذا لم ينتبه الثوار إلى أن هذه المطالب تحتاج لتنفيذها فى وقت ما، مثل الانتخابات، إلى العمل بآليات أخرى مكملة، فلا لوم على آخرين انتبهوا إلى ذلك وعملوا باحترافية، ومن هنا فإن سلوك البعض فى رفع الأحذية فى وجه منصة الإخوان أمس الأول الجمعة، ربما يتم تفسيره على نحو أنه رفع للأحذية فى وجه الذين انتخبوهم.

كانت الانتخابات ملعبا للجميع، إخوان وسلفيين وليبراليين وناصريين ويساريين ووفديين، ونجح من كان أكثر تنظيما، ومن فهم لعبة الانتخابات بكل السلبيات والإيجابيات التى احتوت عليها، وطبقا لذلك لا يصح تفسير الأمر على أنه سرقة للثورة، فهذا وقت مبكر للحكم على ذلك، كما لا يجب تفسيره على نحو أنه كانت هناك اتفاقات سرية أدت إلى هذا النجاح.

المطلوب الآن أن تفكر قوى الثورة فى تأسيس كيانات تنظيمية، تنزل إلى الناس فى القرى والنجوع، حتى تقف على الأرضية التى تؤهلها للفوز فى أى انتخابات مقبلة، لأن الصراع على صندوق الانتخاب هو التطور الطبيعى للثورة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة