شريف قنديل

يا مصر هانت وبانت!

الأحد، 29 يناير 2012 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن جدار الصمت أصعب من جدار الكلام سأكتب اليوم مستنداً إلى أو على جدار ثورة مصر الحديثة.. ولأنها ثورة ولأنها مصر سأستعير فى البداية قول مريد البرغوثى:
يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم.. نهارنا نادى ونهار الندل مش باين!
والحاصل أن نهار مصر كان أمس بالفعل نهاراً نادياً ومشرقاً مفعماً بالأمل بعد أول تطهير حقيقى من نوعه منذ بدأت الثورة.
لقد جاء التطهير واضحاً وساطعاً حيث اختفت فرقة "سرور" التى لم ترَ مصر معها أى بهجة، وفريق "عز" الذى ذاق ويذوق الآن طعم "الذل" الذى أراده لأبناء مصر الوطنيين المخلصين.
هذا عن نهار الأمس الذى حمل قدراً من نسمات الحرية وبان فيه نهم العديد من النواب لاستكمال الثورة، فماذا عن نهار اليوم؟!
أقول وأجرى على الله، إنه حتى بعد أن مر 25 يناير بسلام، لا ينبغى أن يظن المجلس الحاكم، والحزب الحاكم، بل والبرلمان المنتخب أنه يوم وانتهى، وأن عاماً من الثورة أو على الثورة يكفى!
إن توزيع الميداليات وتبادل الخطب والبيانات لا يعنى أبداً أن المواجهة قد انتهت، وأن المبايعة قد تمت، وأن الرئاسة قد حسمت، وأن المحاكمة قد جرت، وأن البراءة قد جهزت، وأن الصفقة قد أبرمت، وأن الصفعة قد وُجهت، وأن الصدمة قد أجهزت على ما تبقى!
لقد انتهى عصر المواجهات الشكلية، والمبايعات الوهمية، والمحاكمات الصورية، والصفقات المصلحية، ولقد عرف الشعب طريقه لاسترداد حقوقه الحقيقية التى لا يمكن أن تلغيها الميداليات الذهبية!
فى ضوء ذلك، ومع نهاية نهار اليوم، وسطوع نهار الغد، لا ينبغى أن يركن المجلس الحاكم أو يرتكن إلى البرلمان، فالذى أسقط مبارك وأدخله السجن يستطيع أن يسقط البرلمان بمن فيه من ليبراليين وسلفيين وإخوان، إن هم ظنوا أن الثورة "راحت فى خبر كان"، وباختصار شديد أقول: يخطئ المجلس إن هو ظن أنه أصبح الآن أقوى من الثورة، ويخطئ الإخوان إن هم اعتقدوا أنهم أكبر وأكثر، أو أنهم خصم للثوار، كما يخطئ السلفيون المصريون إن هم استبدلوا سماحتهم وطهارتهم بنهج "طالبان"! لقد غالى البعض من أول لحظة لدخول البرلمان، حتى أنه خالف الجماعة فى كلمات القسم مضيفاً من عنده "فيما لا يخالف الشرع" أو "فيما لا يخالف الله".. والحق أن الله لا يرضى عن أى فعل من شأنه أن يسىء للشريعة "المادة الثانية فى الدستور" أكثر مما يظهرها على سماحتها وحكمتها!
هذا عن نهار مصر النادى أمس رغم ما فيه من "حركات"، وهذا نهارها اليوم رغم كل "الانتهاكات"، وهذا نهارها غداً إن صدقت نية المجلس وأخلص الليبراليون والسلفيون والإخوان.
أما عن نهار "الندل" فسيتضح و"يبان" أكثر وأكثر فى قادم الأيام، ليكشف لنا كل نائب أو وزير أو حتى رئيس خائن لأرواح من أتوا به فى هذا المكان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة