أجمل ما سمعت فى نهاية عام2011 كان بشارة الشيخ الدكتور «أحمد النقيب بأننا «لن نتعرى حين نُسحل فى الشوارع»!!.
فى الكليب المنتشر على اليوتيوب يبشرنا الشيخ «النقيب» بأن السحق مضمون، لكن حسب تعبيره: «عندما تضرب الناس، أو تسحق الناس سحقا لن تأتى بالمحظورات الشرعية» !!.
قد استاء الشيخ من منظر البنت التى سُحلت فى ميدان التحرير، وتعرت تماما من ملابسها، وبالتالى فهو يعدنا بـ«شرطة دينية» حتى نُسحل على الطريقة الشرعية!.
لقد سئُل «النقيب» عن موقف «الحكومة الإسلامية» لو طبقت الشريعة -حسب مفهومها طبعا- وثار الشعب طالبا إسقاط الشريعة.. فأجاب: «لو أن مصر حكمت بالشريعة عن طريق البرطمان -حسب تعبيره- ثم قام الشعب بانتفاضة ضد الحكومة الإسلامية لإسقاط الشريعة الإسلامية.. ياترى ماذا تفعل بالإرادة الشعبية فى هذا الوقت؟. يبقوا خوارج لأنهم خارجين عن طاعة أولى الأمر؟ يُفعل فيهم كما فعل «على» مع الخوارج «يتم قتلهم وقتالهم»!!. هكذا بكل بساطة، نُصبت المشانق فى الشوارع لكل «حر» أعطى صوته لتيار الإسلام السياسى ليأتى عبر جسر الديمقراطية إلى الحكم!
وهكذا بدأت الهيئة المسماة بـ«الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» نشاطها، واقتحمت محلات لتصفيف الشعر للسيدات بمحافظة القليوبية، وهددوا العاملات بها لتركها، لكنهم تلقوا «علقة ساخنة» من السيدات، وبناء عليه قررت «الهيئة اللقيطة» التى لا نعرف من يقف خلفها، أنها: «ردا على ما حدث لشباب القليوبية، ستبدأ فى استخدام «العصى الكهربائية» فور الإفراج عنها من مصلحة الجمارك»!!. ولا يجوز لنا أن نسأل كيف تم استيراد «العصى الكهربائية»، ولا أى جهة أمنية سمحت بذلك، ولا أن نترحم على حنان الرصاص المطاطى الذى تغدق علينا به وزارة الداخلية!.
لقد وُلدت هيئة الرعب تلك على الفيسبوك من رحم حزب «النور» السلفى، ثم استقالوا منه بسبب موقفه «المخزى والمتخاذل» -حسب وصفهم- مما تعرضوا له فى القليوبية!.
حزب «النور» نفى على لسان «نادر بكار»، المتحدث باسم حزب «النور»، أى علاقة للحزب بصفحة الهيئة على الفيسبوك، وقال إنها من الدعاية المضادة للحزب.
والهيئة من جهتها هددت بنشر وثائق تؤكد علم قيادات «النور» بنية عدد من شبابه إنشاء الهيئة، ومن هذه الوثائق شيك بـ2600 جنيه كدفعة مبدئية للإنفاق على إنشاء هذه الصفحة وتجميع الشباب السلفى للمشاركة فيها. وقال بيان الهيئة «المزعومة» أنهم التحقوا بحزب «النور» بعد وعد صريح وتصريح مباشر من قادته ومؤسسيه بالسعى لتشكيل هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالبلاد.. وقالوا إن الحزب استغلهم للفوز فى الانتخابات..
إنها بداية مشرفة لصراع سياسى من نوع جديد على مصر-الثورة!.
بعيدا عن هذا السجال لابد أن نسأل: ماذا ستفعل الهيئة «المزعومة» فى المجتمع المصرى؟.
هل ستكتفى بملاحقة السيدات وشعورهن، أم ستقتحم الفنادق والمطاعم مثلا لمنع تقديم الخمر؟.. أم إن لديها «أموال» كافية لهدم الأهرامات وأبوالهول لأنها «أوثان»؟. هل ستُبقى على «المومياوات» فى المتحف المصرى أم ستدفنهم لأن «إكرام الميت دفنه»!!. إنها مهزلة بدأت حين سمح «المجلس العسكرى» بقيام أحزاب على أساس دينى، وجريمة متكاملة الأركان فى حق مصر وثورتها التى قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية.. وخرق واضح للقانون الذى أصدره المجلس العسكرى بتغليط العقوبة ضد من يمارس «ترويع الآمنين»..
و«التهديد بالعنف».. ثم إنها «بلطجة باسم الدين»، والدين الإسلامى السمح لا يقبل بهذا العبث من شلة شباب يرهب المجتمع أدبيا وماديا.. أين وزير الداخلية الذى يهدد كل من يتجرأ ويتهجم على ضابط شرطة؟.. أين القوانين التى تصون الحرية الشخصية والحريات العامة؟. هل القانون والشرطة والجيش لا يستقوون إلا على منظمات المجتمع المدنى وشباب الثورة؟. أين شيخ الأزهر ومفت الديار المصرية من هذا الجنون.. ألم يبقى فى البلد عقلاء أو حكماء ؟. يبدو أننى أصرخ –وحدى- فى الصحراء.. لك الله يا مصر.