العبد لله الذى هو أنا (وأعوذ بالله من قولة أنا) أهلاوى أبا عن جد منذ أكثر من ستين سنة، فقد تربيت على عشق الأهلى بصفته أحد أركان الحركة الوطنية الشعبية، مثلى مثل أى مواطن يعشق ناديه، سواء أكان نادى الزمالك الكبير أو الاسماعيلى الفنان، وهكذا ربيت أولادى الأربعة داخل جدران النادى الأهلى فما كان يأتى أحدهم إلى الحياة إلا ويحبو رضيعا ثم يشب وينمو داخل جدران النادى، وهكذا ربى أولادى أولادهم الذين هم أحفادى ويحتفل الجميع بأعياد ميلاده وميلاد أبنائهم داخل النادى، وعندما أنشأ النادى الأهلى قناته الفضائية، ومنذ أن بدأ يبث مباريات كرة القدم لم أشاهد مباراة واحدة على غير قناة النادى، إلى أن جاء العقيد متقاعد "محمود بكر" المشهور بخفة ظله ليذيع بصوته وقفشاته الغليظة وسخرياته غير المبررة من لاعبى الأهلى، وسوء اختيار الإدارة للمدير الفنى الذى ينفق الملايين على شراء اللاعبين، ليجلسوا إلى جواره على دكة الاحتياطيين، وتحملت على مضض (كما فعل جميع الأهلاوية) ثقل قفشات العقيد "محمود بكر" مبررا سخرياته بالحياد وبأنه كمعلق "محايد" لن يجامل النادى الأهلى، لأنه يعمل فى قناته الفضائية، وهو يعكس بذلك عدم فهم لمعنى "الحياد"، فلا يعنى الحياد أن تسخر أو تتجاهل أو تنكر ما يحدث من أخطاء، سواء أكانت تحكيمية أو غير تحكيمية، بل يطالبك الحياد بأن تكون صادقا فى وصف ما تراه، سواء أكان ضد مصلحة الأهلى أو مع مصلحته، فالصدق هو الحياد، وكلما كنت صادقا فإنك تكون محايدا، ومع ذلك فقد تحملنا "حياد" و"صدق" العقيد محمود بكر على مضض، لكن كان لابد أن نمتنع تماما عن مشاهدة أية مباراة يعلق عليها العقيد خفيف الظل حتى لا نحطم شاشة التليفزيون عندما بدأ يستعدى المجلس العسكرى على شباب الثورة، ويستعطف المجلس العسكرى أن ينزل بعدالته على شباب الثورة (والألتراس الأهلاوى والزمالكاوى والإسماعيلاوى والاتحداوى من شباب الثورة) ليضربهم بيد من حديد، كما لو كان قتل وقلع عيون زملاء وأصدقاء هؤلاء الشباب ليس كافيا فى عرف العقيد متقاعد "محمود بكر"، فلم يكف عن السخرية من شباب الألتراس، ولم يذكر لهم أنهم قدموا الشهداء منهم لينعم هو بحرية مدح الحاكم "المستبد الجديد" بعد أن عاش حياته يمدح "المستبد القديم" الذليل المخلوع وابنيه المحبوسين الآن فى سجن طرة انتظارا لنزول عدالة القضاء، ونزول عدالة السماء على الوطن الذى كان منكوباً بهم، لم يراع العقيد متقاعد حرمة شهيد الألتراس "محمد مدحت"، ولم يراع حرمة وجلال "الدخلة" العبقرية التى أبكت المصريين جميعا، وصنعها الألتراس الأهلاوى لشهيد مصر والألتراس الشهيد "محمد مصطفى" شهيد جامعة عين شمس الثانى ولاعب منتخب مصر للتنس الذى سقط شهيداً فى أحداث مجلس الوزراء، حيث كانت "دخلة الشهيد" عبارة عن رسم اسم "محمد" فى المدرجات، وعمل علامة مثلث فى إشارة إلى الشهيد الطالب بكلية الهندسة ورسم مضرب تنس لأنه كان لاعبا بمنتخب مصر للتنس، كما رفعوا لافتة كتب عليها: "المهندس محمد شهيد الحرية.. قتلوه بالرصاص "البلطجية"، كما ارتدى عدد كبير من الألتراس فى المدرجات اللون الأسود حزنا على شهيد مصر والألتراس فى مباراة الأهلى مع "مصر المقاصة"، حيث كان شباب الألتراس الشجعان يرددون هتافاتهم، ولم يلتفت العقيد المتقاعد "محمود بكر" إلا لشىء واحد هو استعداء المجلس العسكرى على شباب الألتراس والثورة لضربهم بيد من حديد، ويبدو أن عدالة السماء قد نزلت على قناة الأهلى الفضائية فلم نعد نسمع صوت العقيد متقاعد "محمود بكر"، فقد غضب العقيد متقاعد من "جدو" لاعب الكرة، عندما استنكر فى تهذيب شديد سخريات المعلق "خفيف الظل" دون أن يذكر اسمه، كما لو كان العقيد متقاعد فوق النقد، ولم يسأل نفسه لماذا يكون من حقه هو السخرية الدائمة من اللاعب ومن فريقه ومن مدربه، دون أى استنكار من اللاعب، كما لو كان اللاعبون مجرد جنود مراسلة مجندين عند سيادة العقيد متقاعد؟ ولكن مازالت هتافات الشباب تملأ أسماعنا، وتحيط بكل الوطن كما لو كان هؤلاء الشباب الأطهار النبلاء يريدون أن يسمع هتافهم "محمود بكر"، وهم يجأرون بصوتهم النبيل ونحن معهم: "سامع أم شهيد بتنادى.. هما العسكر قتلوا ولادى" و"حرية .. حرية" و"على فى سور السجن وعلى .. بكره الثورة تشيل ما تخلى"، فقد نزلت عدالة السماء فوق الوطن، ولابد لعدالة السماء من استكمال نزولها رغم أنف اليد التى من حديد تلك التى تضرب شباب الثورة، ورغم أنف العقيد متقاعد.. نعم.. بكرة الثورة تشيل ما تخلى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled
مع احنرامى لاستاذ براء
عدد الردود 0
بواسطة:
عاشور زلط
اوافقك الاى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
أتأمرون الناس بالمعروف وتنسون انفسكم
عدد الردود 0
بواسطة:
nasser
للآسف ادارة القناة لم تقصيه
عدد الردود 0
بواسطة:
خليفه الابوتيجي
اتق الله
عدد الردود 0
بواسطة:
Sherif Algendy
ليس منا
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل النجار
دكان الأهلي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الى كاتب المقال وصاحب التعليق رقم 7