لا أستطيع أن أخفى إعجابى وانبهارى بالسيدة الفاضلة فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى، وأتوقع لهذه الوزيرة الحديدية أن تصير رئيسة وزراء على الأقل.
سر انبهارى بهذه الوزيرة والفاضلة فى الوزارة، من وزارة الجنزورى الأولى إلى وزارة الجنزورى الثانية، ومن عهد مجلس الأسرة المباركية إلى عهد المجلس العسكرى الموقر، «سبع وزارات» وعهدان، البائد والثورى، هو أنها فى وزارة الجنزورى الأولى 92-96 شغلت منصب مساعدة للوزير بطرس غالى، ثم من 97-99 نائبة وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية، ثم من 2001 -2004 وزيرة التعاون الدولى فى وزارة عاطف عبيد، واستمرت وزيرة على رأس هذه الوزارة فى وزارتى الدكتور أحمد نظيف، ثم فى يناير 2011 أكملت رحلة وزارتها مع وزارة أحمد شفيق ثم وزارة الدكتور عصام شرف وصولا ًلحكومة الدكتور الجنزورى الثانية.
20 عاما من البقاء فى الوزارة ما بين نائبة وزير، لوزيرة، إضافة إلى أنها إحدى أبرز الوزيرات اللاتى خدمن الأسرة المباركية عبر اشتراكها فى دعم وزاراتها لمؤسسات مشهود لها «بالنزاهة» مثل لجنة السياسات برئاسة مبارك الابن، والمجلس القومى للأمومة والطفولة برئاسة الأم، إضافة لمسؤولية وزارتها عن تدفق الكثير من المنح والتمويلات على مؤسسات أبناء وأحفاد الأسرة المباركية، سواء للحركات والجمعيات التابعة للسيدة الأولى سابقاً، أو جمعية شباب المستقبل التابعة لجمال مبارك، أو مؤسسة محمد علاء مبارك، وعلى سبيل المثال حصلت جمعية محمد علاء مبارك على أكثر من 86 مليون جنيه تبرعات ومنح من دولة الإمارات وجمعية المنارة بالإمارات، وسلطنة عمان، فى الفترة من 2/ 9 / 2010 وحتى 24 / 1 / 2011 «كما ورد فى تقرير نشر باليوم السابع 2 / 1 / 2012».
ومن خدمة مجلس الأسرة المباركية، إلى خدمة المجلس العسكرى الموقر بذات التفانى والإخلاص، ومن اللافت للنظر أن الوزيرة والوزارة غضوا النظر عن تلقى جمعية أنصار السنة المحمدية 186 مليونا فى شهر فبراير 2011 كدعم من بعض دول الخليج «كما يشير بذلك تقرير رسمى حكومى منشور فى اليوم السابع 2 / 1 / 2012».
وبالطبع لأن السيدة الوزيرة الحديدية فايزة أبوالنجا وزيرة لكل العصور، فهى تعلم أن الحركة الإسلامية فى طريقها للحكم، فلا تسطيع هى أو وزارتها أو رئيس وزرائها التفتيش فى أوراق أو مقار الجمعيات الإسلامية المرخصة بشكل قانونى أو المحظورة قانوناً، مثل جماعة الإخوان المسلمين، رغم علمهم بأن هذه الحركات أو الجماعات تلقت المليارات واستخدمتها فى العمل السياسى الدينى الداخلى.
أما الحديث عن الوطنية والسيادة، ودغدغة مشاعر الجماهير للتصدى للإمبريالية الأمريكية، فالسيدة الفاضلة الوزيرة تعلم هى ووزارتها أن هذه المؤسسات تعمل فى مصر منذ سنوات، فلماذا تركت هذا الاختراق للأمن القومى كل هذه الفترة؟
نحن مع إعمال القانون على كل من يخرج عليه، بما فى ذلك التحقيق مع كل المسؤولين فى وزارة التعاون الدولى أو وزارة التضامن الاجتماعى بتهمة موافقتهم على كل الأموال الطائلة غير المشروعة التى ذهبت للجمعيات والمؤسسات الخاضعة لحكم الأسرة المباركية. تحية لهذه الوزيرة الحديدية لأنها بالفعل وزيرة لكل العصور.