اكتشفت فجأة يا أخى إن فيه فى مصر حاجة اسمها "محاكمة عاجلة"، يحيل إليها النائب العام المتهم عندما يرتكب جرما يستدعى الردع السريع بعيدا عن ملل الجلسات وانتظار "الرول"، لكن المفاجأة أن من خضع لهذه المحاكمة السريعة وحصل على حكم بالحبس لمدة عام شاب متهم بتوزيع منشورات فى العباسية تدعو المجلس العسكرى لنقل السلطة، وليس مبارك أو رجاله أو عياله أو قتلة الثوار!
لم أجد عددا ملائما من علامات التعجب لأضعه أمام خبر حبس جابر السيد جابر لمدة عام لمجرد تعبيره عن رأيه ومطالبته برحيل المجلس العسكرى، إلا إذا كان الجنرالات يعتبرون أى مطالب برحيلهم من الأعداء، ولا أعرف مغزى صدور هذا الحكم القاسى فى نفس توقيت محاكمة المخلوع التى يحضرها العادلى بالنظارة الشمسية والكاب والشنطة الهاند باج وعلى وجهه ابتسامة عريضة، وكأنه رايح ياخد حمام شمس.
حبس جابر جريمة مكتملة الأركان فى حق الثورة التى يكتسب منها المجلس شرعيته، والتى قامت أساسًا لانتزاع حق المصريين فى التعبير عن الرأى، وإن كان إصدار الأحكام بهذه السهولة والسرعة، فمن باب أولى أن يكون التعجيل هناك فى أكاديمية الشرطة التى يقف خلف قفصها مجرمون حقيقيون قتلوا وأفسدوا وسرقوا وارتكبوا كل الموبقات، أما جابر فلم يفعل سوى المطالبة بإبعاد المجلس العسكرى عن حكم البلاد، وهو ما أطالب به أيضا.
لا أجد تفسيرًا للرقة التى يتعامل بها العسكر مع كل رموز النظام السابق المتهمين بالفساد المالى والسياسى، وضباطه المتهمين بقتل الثوار، كما لا أجد تفسيرا للقسوة التى يتعاملون بها مع المتظاهرين وسحلهم فى الميدان وتقييدهم بالكلابشات فى المستشفيات، والتفسير الوحيد المنطقى أن المجلس العسكرى حدد صديقه وعدوه، ولم يعد يستحيى من كشف انحيازاته.
أقول للمجلس العسكرى إن اينشتاين عرف الغباء بأنه "فعل نفس الشىء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات مع انتظار نتائج مختلفة"، وأعتقد أن اتباع نفس أساليب النظام السابق بالسيطرة على الإعلام واستخدام الأغلبية الصامتة وتخوين المعارضين واللجوء للخيار الأمنى دوما، لن ينتهى بغير ثورة كالتى أسقطت النظام السابق، ولا تغرنكم حالة العداء التى خلقتوها بين المصريين وميدان التحرير، لأن ذكريات السنة الماضية تؤكد أن الميدان ينتصر فى النهاية.
وأقول للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود: لماذا لم تحل مبارك ورجاله إلى محاكمة عاجلة كالتى أحلت لها جابر؟ وهل ينبغى أن يلوم الثوار أنفسهم لأنهم لم يطالبوا برحيلك أيضًا وأنت جزء من النظام السابق، وتوقيعك كان حاضرا على كل الإجراءات العقابية التى اتخذها ضد خصومه السياسيين؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
تامر وجابر ....
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
إلي التعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
سماح مواطنة مصرية
شكر كبير للأستاذ عصام
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح
وهى اذاالحكاياابد اءاراءفقط كنت انت تجرائت
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن السييد
تحية للآخ عصام