الحمد لله، انتهت المرحلة الثالثة من الانتخابات، وأيا كانت النتائج بعد الإعادة، فسيكون لمصر مجلس شعب منتخب بدرجة معقولة من النزاهة والحرية، وأنا شخصيا مع المتفائلين الذين يقارنون ما تحقق بكارثة انتخابات 2010 التى شهدت أبشع صور التزوير والبلطجة من قبل نظام مبارك ورجال حزبه الوطنى المنحل، لكن ما يحز فى نفسى أن التجاوزات التى شهدتها أول انتخابات بعد الثورة كان للقضاة المشرفين على اللجان دور بارز فيها، بحسب شهادات لجان المراقبة الحزبية، وتقارير المراسلين المباشرة، وشكاوى المرشحين.
أكاد أسمع من يقول إن كل الأطراف وقعت فى تجاوزات، المرشحين وأنصارهم والناخبين ورجال الأمن، لكن هذه التجاوزات لا تقارن بما كان يحدث فى عهد المخلوع، وأرد بأننى متفق معك فيما تقول، لكننى أختلف فى دغدغة الذات، عبر الاكتفاء بالنظر إلى العهد الفاسد، وما كان يجرى فيه، كما أدعوك إلى محاسبة النفس أولا بأول، حتى لا تتراكم التجاوزات والمخالفات، وتصبح سلوكا ومنهجا بالتدريج، فهكذا تتكون وتتوحش منظومة الفساد، ودعنى أذكر لك عددا من تجاوزات السادة القضاة المشرفين على اللجان، من باب العتب على قدر العشم والخطأ بحجم المسؤولية، والحساب بحسب مساحة الثقة.
- فى لجنة 107 بمدرسة منشية بدوى، بالدائرة الأولى فى محافظة القليوبية، صفع القاضى إحدى الناخبات لاستفسارها عن كيفية التصويت.
- فى لجنة 763 قرية سبرباى، مركز طنطا بمدرسة النصر الابتدائية، أشهر القاضى المسؤول عن اللجنة سلاحه المرخص فى وجه مندوب أحد الأحزاب لاعتراض الأخير على ما اعتبره تجاوزات داخل اللجنة.
- فى لجنة رقم 175 سيدات بمدرسة عادل المليجى بسندوب بالدقهلية، رفضت المستشارة، رئيسة اللجنة، مساعدة كبار السن، أو السماح لمرافقيهم بالدخول معهم ومساعدتهم.
- فى لجنتى 227 و228 بمدرسة طه حسين بالمنيب أغلقت القاضية، رئيسة اللجنة، باب التصويت نصف ساعة، لأداء صلاة العصر.
- فى لجنة رقم 440 بالمعهد الأزهرى بقرية محلة مرحوم، ترك القاضى المشرف اللجنة لمدة ساعة، وظلت اللجنة تعمل بالموظفين.
- تأخرت 5 لجان انتخابية فى فتح أبوابها أمام الناخبين بمدرسة السيدة زينب، بقرية القنطرين بالباجور، بسبب نسيان القاضى المشرف عليها أوراق الانتخابات.
- فى لجنة المدرسة الثانوية التجارية للبنات بدمنهور، شبرا الخيمة، التابعة للدائرة الثانية بجنوب القليوبية، اتهم مندوب حزب النور رئيس اللجنة بتوجيه الناخبين، لاختيار قائمتين بقصد إبطال الأصوات فى اللجنة
- فى اللجنتين رقمى 265 و266 بمدرسة جمال حشمت بطنطا، اتهم أنصار حزب الحرية والعدالة القاضى بالتأثير على الناخبين، للتصويت لصالح حزب النور.
هذا قليل من كثير، فهل تظن أن مثل هذه التجاوزات لا تستدعى وقفة للمحاسبة، حتى نبدأ صفحة جديدة فى أول برلمان بعد الثورة؟!