> دعا المرشد العام للإخوان المسلمين إلى تفعيل الرقابة الذاتية لضمير الفنان والمبدع على الأعمال الفنية، وهو الأمر الذى أثار إعجاب نقيب المهن التمثيلية أشرف عبدالغفور بعد الزيارة التى قام بها للمرشد، وطبعا قال إن اللقاء كان مبشرا، وأن اللقاء كان عن الفن الراقى الهادف الملتزم بقضايا الوطن وهموم الشعب، واعتبر لقاءه مع بديع «نوعا» من الشرف، يحق لنجم المسلسلات الدينية الكبير الذهاب بصفته الشخصية لمقابلة الرجل الكبير، ولكنه باعتباره نقيبا لم يستشر الذين انتخبوه فى هذه الزيارة التى تعطى للمرشد وجماعته سلطة إضافية ليست من حقهم، هم مجرد فريق نجح فى الانتخابات هذه المرة، وأعضاؤه ليسوا نقاد أدب أو فن، وليس من حقهم «هم وغيرهم» وضع معايير تحدد ما هو الفن الراقى الهادف الملتزم بقضايا الشعب والوطن، لأن الإنسانية أنجزت الكثير ومن الصعب اختراع معايير جديدة يضعها من فاز فى انتخابات، ولنفرض مثلا أن عملا فنيا انتقد الإخوان والسلفيين وخلط الدين بالسياسة وشراء الأصوات وتوزيع الزيت والسكر فى الاستفتاء والتخلى عن الثوار فى وقت لا يجوز فيه التخلى عنهم، فهل سيعتبره المرشد فنا راقيا، ولم أفهم ماذا يعنى تفعيل الرقابة الذاتية لضمير الفنان والمبدع؟، وماذا لو لم يفعل الفنان هذه الرقابة غير المفهومة، وماذا لو تعطلت الرقابة الذاتية لضمير الفنان بسبب انقطاع الكهرباء أو بسبب سوء الأحوال الجوية؟!، الزيارة مؤشر خطير ويمنح من لا سلطة له مزايا إضافية للتفتيش والمصادرة بحجة حماية قيم المجتمع، تماما كان يفعل نظام مبارك، وكأن المجتمع قاصرا وفى حاجة إلى من يحمى قيمه أو يعلمه ما هو الفن، الخوف كل الخوف على حرية الإبداع والبحث العلمى وعلى مصر المبدعة وقوتها الناعمة، زميلنا هانى صلاح الدين كتب فى «اليوم السابع» متفائلا باللقاء، وقال إن العلمانيين لا يعلمون شيئا عن علاقة الإسلام بالفن، وأن هناك بعض الفضائيات الإسلامية «لم يذكر واحدة منها» نجحت ببراعة فى تقديم الفن الجاد المعزز لقيم المجتمع، وقال أيضا أن «الفن القيمى» يرفع من الذوق العام، وللأمانة اكتشفت أنه مُحق!
> دخلت مصر نادى العشرة الكبار فى «الجريمة» بعد أن حصلت على %12 فى استطلاع رأى أجرته مؤسسه تدعى «نيلسن»، فيتنام فى المركز الأول %41 ثم المكسيك %35، جاء أيضا فى الاستطلاع أن مصر أكثر شعوب العالم قلقا على الاستقرار السياسى، وأنا لا أثق كثيرا فى هذه الاستطلاعات ولا المؤسسات المهتمة «زيادة عن اللزوم» بمصر، رغم القلق المشروع على الاستقرار السياسى، ليس بسبب نتائج الانتخابات التى لم تزعجنى على الإطلاق، ولكن بسبب «لعب» جهات أجنبية «عربية وغربية» فى البلد بجرأة مخيفة، فعندما يتم القبض على مواطن سعودى «يعمل فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى بلاده» فى البحر الأحمر وهو داخل البلد وبحوزته سلاح وجهاز لاسلكى محرم دخوله، يعنى أنه يعرف مسبقا أنه لا يوجد ما يمنع، وربما سبقه إخوة آخرون حملوا الخير لمصر وقالوا له «الدنيا أمان»، فى وقت كان فيه وزير الداخلية يتفقد الأمن فى المنيب، وأن يكون مجموعة من المكسيكيين الذين يحتلون المركز الثانى عصابة لسرقة رواد البنوك المصرية، وينجح الأهالى «لا الأمن» فى القبض عليهم فى مصر الجديدة، فهذا يعنى أن مصر أصبحت ملعبا للمجرمين المحترفين والمغامرين من كل دول العالم، فى الوقت الذى تحشد السلطات كل طاقتها للقبض على الثوار.
> من الصعب الدفاع عن الذين يتلقون تمويلا أجنبيا بعيدا عن الدولة حتى لو كان من أجل هدف نبيل، ومن الصعب أيضا تصديق الذين يحققون فى وقائع التمويل الأجنبى.