حلمى النمنم

بين الإخوان والأمريكان

الأحد، 08 يناير 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أجد مبررا لاندهاش الكثيرين فى مصر وعدد من المعلقين العرب تجاه انفتاح الإدارة الأمريكية على «الإخوان المسلمين»، هذه الحالة من الدهشة تعنى أننا نقيس السياسة الأمريكية بمقاييسنا، وأننا نقيس السياسة بالمقاييس الأخلاقية والاجتماعية العادية والتقليدية فى مجتمعنا وثقافتنا. وتاريخيا لم يكن هناك عداء يوما بين الإخوان والإدارات الأمريكية، بل العكس قد يكون صحيحا. فى سنة 1953 استقبل الرئيس الأمريكى سعيد رمضان أحد أقطاب الإخوان، وطوال سنوات الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة تراهن على الإخوان ليكونوا حائلا دون انتشار الشيوعية فى المنطقة، وكان جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكى الأشهر فى الخمسينيات قد خرج بنظرية مفادها أنه يمكن توظيف المؤسسات الدينية والجماعات المتدينة فى الغرب والشرق على السواء للتصدى للاتحاد السوفيتى وللأفكار الاشتراكية، ولم تكن جماعة الإخوان بعيدة عن هذا التصور، لا يعنى هذا أن الإخوان كانوا «عملاء» أمريكيين، لكنه التقاء الأفكار والتصورات فى لحظة معينة، كانت أمريكا تحارب السوفييت وأفكارهم لأسبابهم السياسية والامبريالية وكان الإخوان يكرهون السوفييت ويحملون العداء ناحيتهم لأسباب عقائدية مباشرة.

ومنذ سنة 2005 هناك اتصالات ولقاءات أمريكية مع عدد من قادة الإخوان بحكم أن الإخوان كانوا أعضاء فى البرلمان «مجلس الشعب المصرى»، ومن تابع كلمة الرئيس باراك أوباما فى جامعة القاهرة يدرك بوضوح أن الإدارة الأمريكية مستعدة للتفاهم مع الإخوان، كان الرجل يطرح جانبا فكرة الحرب على الإسلام واعتبار الإسلام والمسلمين مصدرا للارهاب، وهو التصور الذى أقام المحافظون الجدد فى إدارة الرئيس بوش «الابن» سياساتهم عليه، أى أن الإدارة الحالية لا تضع الإسلاميين جميعا فى سلة واحدة، فهى تميز القاعدة الذى شنت الحرب عليه وقامت باغتيال زعيمه أسامة بن لادن والقت بجثته فى المياه، حتى لا يبقى منه أى أثر، فى انتهاك مؤكد لأبسط معانى وقيم الإنسانية، وفى المقابل هى على استعداد للتفاهم مع من أسمتهم الإسلاميين المعتدلين، أى الإخوان المسلمين فى الحالة المصرية.

والآن صار للإخوان أغلبية فى البرلمان، وطبقا للبراجماتية الأمريكية ولقواعد السياسة، لابد لها أن تتعامل معهم، وأن يكون التعامل علنيا، فقد مضى عهد «السرية» واللقاءات الغامضة وغير المعلنة. الولايات المتحدة دولة عظمى ومصر دولة محورية ومؤثرة فى المنطقة، لذا لن تكون مصر بعيدة عن مرمى السياسة الأمريكية، ولم تكن بعيدة عنها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحينما شعرت أمريكا باهتزاز صورة الملك فاروق فى مصر بعد حرب فلسطين، درست كل الاحتمالات وذهبت إلى البدائل المحتملة، وأظن أن شيئا هذا حدث مع حسنى مبارك، فمنذ 2005 وهم يتابعون عن كثب ما يجرى ويتابعون تطورات الأحداث ويضعون سيناريوهات لكل البدائل والاحتمالات، ولكن الشعب المصرى العظيم فاجأهم باحتمال ربما لم يتوقعوه ولا يحبونه وهو الثورة الشعبية العامة.

لم تعد القضية اليوم التحول الأمريكى تجاه الإخوان، ولا تعامل شخصيات من الإخوان مع مسؤولين أمريكيين، هذا حادث منذ فترة وسوف يحدث أكثر وأكثر فى الفترة القادمة، القضية الآن، هى.. أين المصالح المصرية فى هذه اللقاءات والتعاملات، وإلى أى حد سوف تستجيب الأطراف المصرية للمطالب أو للضغوط الأمريكية.. وهى مطالب لا تتعلق كلها بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بل بالدور المصرى فى المنطقة وسيادة مصر فى مواقفها وقراراتها.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

adel

ها تفضل على حالك( نمنم )

لماذا التخوييييييييين من الآن ؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

البلتاجي

يانمام

كفاية نميمة يانمنام حرام عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

H

ربنا يستر

عدد الردود 0

بواسطة:

نون العيسوي

النعامة !!

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ عبدالعليم الزقطة

الفلس السياسي

عدد الردود 0

بواسطة:

د. على عبد الفتاح

أدب الحوار

عدد الردود 0

بواسطة:

المفكر الحر

هل تعلمون لماذا يغضب البعض ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

وهدان

ليسوا سواء...

عدد الردود 0

بواسطة:

انور السادات

عرايس مريونت

عدد الردود 0

بواسطة:

م. حبيب الاسلام

ياسادة / الاخوان المسلمون /هم الاسلام السياسى للعالم الاسلامى المعاصر الجديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة