بالصور.. زوجة "شهيد الشرف بإمبابة" تروى تفاصيل مقتله

الإثنين، 09 يناير 2012 05:18 م
بالصور.. زوجة "شهيد الشرف بإمبابة" تروى تفاصيل مقتله زوجة الشهيد
كتب بهجت أبو ضيف - تصوير محمد نبيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بين عشية وضحاها تحولت زوجته إلى أرملة وأطفاله إلى يتامى ووالده ووالدته إلى أصحاب قلوب محسورة على وداع ابنهما الأكبر "محمد"، الذى فارق الحياة برصاصة قاتلة على يد 3 مجهولين، دفعتهم غريزتهم وانعدام ضمائرهم لمحاولة خطف فتاة أثناء ركوبها توك توك بإمبابة تحت تهديد السلاح للتعدى عليها، إلا أن محمد الذى أبت أخلاقه أن يغمض عينيه عن المشهد، ودفعته شجاعته للدفاع عن الفتاة ومقاومة المجهولين، بالرغم من حملهم لأسلحة نارية، أصيب بطلق نارى بصدره أطلقه أحد المجهولين تجاهه، أسفر عن وفاته وفقد السيطرة على عجلة القيادة فاصطدم بحائط مبنى قسم شرطة إمبابة المجاور لمكان الحادث، بينما يصاب سائق التوك توك بطلق نارى بصدره أيضا، ويتم نقله إلى المستشفى بين الحياة والموت، وتتمكن الفتاة من النجاة واللجوء لقسم الشرطة.

"اليوم السابع" التقت أسرة "محمد" سائق التاكسى المجنى عليه وتحدثت مع زوجته "رشا" التى عبرت دموعها عن لوعة فراقه وعجزها عن التفكير فى تدبير مستقبل أبنائها الأطفال الثلاثة الذين لم تتعد أعمارهم 5 سنوات، بعد أن كان هو مصدر رزقهم والعائل الوحيد لهم، وذكرت أنها عندما استقبلت خبر مقتل زوجها لم تصدقه فى البداية، حيث تلقت اتصالا هاتفيا من رقم زوجها وأخبرها المتصل بأن زوجها تعرض لإطلاق نار من جانب مجهولين، وطلب منها الحضور لقسم شرطة إمبابة، إلا أنها لم تصدقه وظنت أنه مقلب من أحد أقاربها، فأخبرت شقيقها بالأمر وطلبت منه التوجه بصحبتها إلى قسم الشرطة للتأكد من حقيقة الحادث، وفور وصولها شاهدت السيارة التاكسى الخاصة بزوجها بجوار قسم إمبابة وبها تلفيات، وأخبرها أحد ضباط القسم أن زوجها فى مستشفى إمبابة العام، فتوجهت بسرعة إلى المستشفى وكانت المفاجأة التى أعجزتها عن الكلام، حين عثورها على زوجها جثة هامدة غارقا فى دمائه ملقى أعلى "ترولى" باستقبال المستشفى، لا يوجد أحد من الأطباء أو المسئولين بجواره، حاولت حثه على الحركة فلم يستجب لها، حدثته فلم تتلق منه أى إجابة فتأكدت من فراقه وسلمت بموته، وأخبرها طبيب بالمستشفى أنه مصاب بطلق نارى بالصدر أسفر عن وفاته فى الحال قبل نقله إلى المستشفى.

وتضيف أن الحادث على الرغم من وقوعه بجوار قسم شرطة إمبابة إلا أن أحدا من الضباط أو أفراد الشرطة لم يتمكن من الدفاع عن زوجها أو مطاردة المتهمين الذين لاذوا بالفرار عقب وقوع الحادث، أما أطفاله الثلاثة حمدى البالغ من العمر سنة وشهرين، و"زياد" 3 سنوات و"مريم" الابنة الكبرى البالغة من العمر 5 سنوات، فمصيرهم فى يد الله بعد وفاة والدهم وانقطاع مصدر رزقهم الوحيد خاصة وأنهم لا يملكون أى مورد آخر للإنفاق.

وعندما سألنا ابنته الكبرى "مريم": "نفسك فى إيه" تجيبك والدموع تخنقها" نفسى أعرف اللى قتلوا بابا عشان أموتهم"، أما شقيقيها فلم يسعفهما عمرهما فى الشعور بمصابهما فى والدهما، فالابتسامة لا تفارقهما بالرغم من الأحزان التى تحيط بهما.

والدة "محمد" التى تحدثت معنا بتماسك وقوة إيمان تحسد عليها قالت إنه كان يستلم وردية عمله على التاكسى ليلا كل يوم، وعندما كانت تحذره من العمل ليلا بسبب البلطجة المنتشرة فى الآونة الأخيرة كان يجيبها أن قلبه "جامد، والأعمار بيد الله"، وأضافت: "عشية مقتله كان يبيت معهم فى الشقة وودعها قبل خروجه، حيث كان خلوقا محبوبا من أفراد أسرته تكن له كل الحب باعتباره ابنها "البكرى".

والد" محمد" ذكر أنه يحتسبه عند الله من الشهداء مات وهو راض عنه لم يغضبه يوما من الأيام، مطالبا الأجهزة الأمنية بسرعة ضبط المتهمين وتسليمهم للعدالة لتلقى جزائهم حتى يشفى غليلهم، مؤكدا أن الله يحب محمد وأحسن خاتمته فمات مدافعا عن عرض فتاة لا حول لها ولا قوة.

كان اللواء محمد ناجى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة تلقى بلاغا بالحادث، وتبين من تحريات العميد عرفة حزة رئيس مباحث قطاع الشمال والمقدم عمرو رضا رئيس مباحث إمبابة، أنه أثناء استقلال فتاة توك توك، بالقرب من قسم شرطة إمبابة فوجئ سائق التوك توك "حسن محمد حسن" بـــ3 مجهولين بحوزتهم أسلحة نارية يستقلون دراجة بخارية بدون لوحات معدنية يستوقفونه محاولين اختطاف الفتاة، فحاول الهرب منهم بصحبة الفتاة فطاردوه، وأثناء المطاردة تصادف مرور "محمد حمدى" سائق تاكسى بالمكان، وشاهد الأحداث فتدخل لمنعهم والدفاع عن الفتاة، إلا أن أنهم أطلقوا النار عليه فقتلوه وأصابوا سائق التوك توك وفروا هاربين، فتم إخطار اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة، وتولت النيابة التحقيق.






































مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة