على درويش

الأمانة الكلية

الإثنين، 01 أكتوبر 2012 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة المحمدية بالأمين وهى صفة عظيمة اعترف بهذه أهل قريش جميعا ولم يختلف عليها أحد حتى بعد البعثة وعندما قرر رسول الله عليه الصلاة والسلام الهجرة ترك «الإمام على» عليه السلام فى مكه بعد أن كلفه برد الأمانات إلى أهلها، فرسول الله عليه أزكى الصلاة والسلام كان يعى طوال حياته المعنى العميق لكلمة الأمانة، وعامة الناس يفهم مدلول الأمانة بمعناها الضيق وهو حفظ وديعة معينة لديهم سواء كانت أموالا أو نفائس أخرى ولكن الأمانة هى الصدق والإخلاص فى كل شىء وهى أيضاً المسؤولية والتوفيق والحفظ الذى يطلبه المسلمون من الله سبحانه وتعالى، قال ابن عمر رضى الله عنهما سمعت رسول الله «صلى الله عليه وسلم» يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع فى أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة فى بيتها راعية وهى مسؤولة عن رعيتها، والخادم فى مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته» وقيام العبد المسلم بما حظى به من المسؤولية هو جزء من الأمانة الكلية التى تشمل أنشطة الحياة كلها.

وحسن العبادة من صلاة وذكر هو جزء من الأمانة التى سيحاسب عليها الله سبحانه وتعالى رغم أن الإتقان يعود أولا وأخيرا على العبد فى زيادة الدرجات وصفاء الباطن وحسن البصيرة. وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام «لا إيمان لمن لا أمانة له» ومن المؤكد أن شقاء العيش وسوء المنقلب هو بسبب عدم التمسك بفريضة الأمانة، وعدم الأمانة هو خيانة، والخيانة ضياع للدين والدنيا.

واختيار الله العلى القدير الحكيم لرسوله كان لمن يتصفون بالأمانة والفضيلة والصدق فى الأفعال والأقوال والخضوع لله سبحانه والعدل ولحبهم للفقراء والمساكين، قال الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام: «من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين» وقال أيضاً صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «من ولى من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليهم أحداً محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم» لأن الولاية هى أيضا أمانة فمن يحسنها فقد فاز برضا الله سبحانه وبرضا رسوله عليه الصلاة والسلام وبحب المؤمنين، والأمانة فى النشاط التجارى شىء هام وحيوى لاستقرار الحياة وزيادة الألفة والمحبة بين الناس فقد قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «أنا والتاجر الصدوق كهاتين يوم القيامة» وأشار بالسبابة والإبهام، وفى حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم أن علينا أن ننتظر الساعة إذا ضيعت الأمانة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة