لم تخلق الصدفة أى لقاء من أى نوع بينى وبين الدكتور عمرو حمزاوى، أعرف الرجل كشخصية سياسية وإعلامية وأراه وصل إلى ذروة نجاحه فى تلك اللحظة التى حظى بها بثقة الآلاف فى عين شمس ومنشية البكرى فى انتخابات البرلمان الأخيرة، جولاته فى الشوارع وبين الناخبين والعمل المنظم لحملته الانتخابية كان النموذج الذى تاه شباب الثورة وضاعت حركاتهم حينما غابوا عن اتباعه واستسلموا لوهم أن الشارع لا ينتخب سوى أصحاب الدين والزيت والسكر.
بخلاف الفترة الانتخابية والبرلمانية فى حياة عمرو حمزاوى، فأى قلم بيدى يمكن استغلاله لتدوين العديد من الملاحظات على أداء حمزاوى، خاصة فيما يتعلق بعدم قدرته حتى الآن على التفرقة بين حمزاوى رجل السياسة والبرلمان والأبحاث، وحمزاوى رجل الفضائيات والإعلام.
الفشل فى وضع الخطوط الفاصل هنا جذب الدكتور إلى حيث فخ الشهوة التلفزيونية، وسقط حمزاوى على كرسى المذيع ليصنع برنامجا أسبوعياً سرعان ما اختفى لأن صاحبه محلل باهر أكثر من كونه «مذيع شاطر»، ومع ذلك عاد ليخوض نفس التجربة فى ثوب صباحى مختلف ليواصل نزع هيبة الباحث والبرلمانى المميز عن نفسه.
الكلام السابق ضرورى لأنه لا يخص الدكتور حمزاوى نفسه، بل يخص الكثير من أهل ثورة مصر أضاعوا الكثير من هيبتهم وتأثيرهم عبر طريق الاختيارات غير المدروسة بعناية.. وتخصيص الكلام السابق على حالة الدكتور حمزاوى دون غيره من أهل الثورة الذين رفعوا من مستوى توقعات الناس بشأنهم ثم خذلوهم بتصريح خائب هنا، أو ظهور تلفزيونى غير مجد هناك، أو انزواء غير مبرر بداعى الإحباط، محاولة لإنصاف حمزاوى والتأكيد على أن أزمة الرجل إجرائية متعلقة بسوء الاختيارات واتخاذ الخطوات غير المدروسة وليست أبدا كما يروج البعض فى هذه الأيام بخصوص كونه خائنا يستقوى بالأجانب على أهل بلده، أو علمانيا ملحدا كافرا لا يهتم بتعليم أولاده دين الإسلام.
المزايدات التى أصبحت شعار المرحلة تضع الباحث عمرو حمزاوى فى واحدة من القائمتين السابقتين، فهو بالنسبة للبعض عميل أجنبى يريد الاستقواء بالخارج لأن الأستاذ وائل غنيم لم يمنح نفسه فرصة فهم واستيعاب ما كتبه عمرو حمزاوى فى أحد مقالاته، فكتب له رسالة ملخصها أن حمزاوى يضرب طبول استدعاء القوات الأجنبية لاحتلال مصر فسار على دربه الآلاف على المواقع دون أن يقرأوا طرح الرجل أو يضعوا فكرته محل نقاش محترم وليست مصادرة سريعة كتلك التى كان يفعلها أهل النظام السابق.
الإسلاميون الذين تعرضوا لهزيمة برلمانية أمام حمزاوى فى دائرة مصر الجديدة ويتعرض أداؤهم السياسى للكثير من نقد الرجل عبر أبحاثه ومقالاته رفضوا أن تمر فرصة المزايدة دون أن يركبوا قطارها، فتصيد أحدهم جزءا من مقال منشور لحمزاوى يحكى فيه عن تجربة زيارة أولاده من زوجته الألمانية للقاهرة وكيف كان الصغار يقارنون بين حياتهم فى ألمانيا والحياة فى القاهرة،ويسألون عن الكثير من التفاصيل التى تخص طقوس رمضان وتعاملات المصريين الدينية وحينما تحدث حمزاوى عن منهج تربية قائم على التعليم الذى لا يعرف الإجبار ويعلى من قيمة خلق مساحات واسعة لحرية الاختيار، وطبعا لم يسلم حمزاوى ولا منهجه فى تربية أولاده من اتهامات تؤكد على كفره وعدم اهتمامه بتربية أولاده تربية إسلامية.
طبعاً لا داعى لأن أخبرك أنه ليس من حق أى أحد مهما كانت سلطته أن يتدخل فى الحياة الشخصية وفى علاقة حمزاوى بأسرته وأهل بيته، ولا داعى لأن أخبرك أن ما يتعرض له حمزاوى من عملية تفتيش فى النوايا أمر يجرنا إلى حيث مناطق التكفير والإرهاب والابتزاز باسم الدين.. كان سهلاً على حمزاوى أو على أى شخص آخر يعانى من تدخلات الإسلاميين فى أموره الشخصية أن يصرخ فى وجوههم ليسألهم عن صمتهم عن تفضيل الرئيس منح أولاده الجنسية الأمريكية؟ أو عن لقاءات الإسلاميين مع شفيق؟ ولكن حمزاوى لم يفعل ولم يختر أن يركب قطار المزايدة وربما لهذا السبب اخترت أنا أن أكتب تلك الكلمات على سبيل رد الاعتبار.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صعيدي
سيناريو من الخيال مثلا مثلا
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد الدق
عمرو حمزاوى
عدد الردود 0
بواسطة:
الصعيدى
عن من تدافع : المطالب بالتدخل الأجنبى فى عمل اللجنة الدستورية ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
القول الحق
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حامد
النوايا واضحة جداً
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
الله يعوض عليك و علي البلد
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق سويفى
اول مرة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد حامد
ليس أنت كاتب كل يوم
عدد الردود 0
بواسطة:
د. رضا الششتاوي
فلولي قديم ......
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
نفسي