تابعت عن كثب خطاب الرئيس محمد مرسى فى ذكرى انتصار أكتوبر فى استاد القاهرة، ولعل خطاب الرئيس يحمل قدر ما يحمل من إيجابيات، وفى مقدمتها الحوار الموضوعى مع المختلفين معه، فى شفافية وموضوعية ورصانة.
وتركزت ردود الرئيس على ما كتب من معارضيه صحفيا وإعلاميا، كما تناول مختلف القضايا الجماهيرية المطروحة على الساحة السياسية.
والأكيد أن استمرار الحوار بين الرئيس ومعارضيه سنة حسنة أتمنى أن تستمر، ولكن المعارضة المدنية على حدة ما تطرحه تجاه الرئيس ومؤسسته فهى معارضة سلمية تتبنى كل القواعد المدنية والسلمية، وأشد ما ترغب الوصول إليه هو إسقاط الرئيس عبر صندوق الانتخاب والالتزام بالشرعية الدستورية.. ولكن الخطر كل الخطر يا سيادة الرئيس ليس المعارضة المدنية السلمية.. بل فى معارضة حلفائك من المعارضة الدينية الإسلامية.. تلك المعارضة التى لا تعترف بالقواعد السلمية ولا بصندوق الانتخاب ولا بالحوار وخلال الأسبوع الماضى فقط تم «تكفيرك» من قبل ثلاث جهات سلفية جهادية تكفيرية لست بحاجة لإعادة ذكرها رغم أن ناقل الكفر ليس بكافر!
الأكثر خطورة، يا سيادة الرئيس، ليس «تكفيرك» من قبل هؤلاء فحسب- رغم أنك أحد أقطاب أكبر حركة إسلامية وهى حركة الإخوان المسلمين- إنما الخطر هو أن هؤلاء يهددون، وبحسم، التراب الوطنى المصرى ولا يخفون ذلك فمنذ 2011/7/29، تاريخ «جمعة قندهار» بالتحرير من قبل الحركة السلفية، وفى المساء وفى تقسيم عمل معلن أعلن الجناح العسكرى فى تزامن الهجوم على قسم ثان العريش وإعلان سيناء إمارة إسلامية.
ومنذ ذلك التاريخ، وحتى الآن قام أصحاب الرايات السوداء الموالين لتنظيم القاعدة بـ«76» هجوما مسلحا على كمائن للشرطة والقوات المسلحة، أسفرت عن مقتل وجرح «211» ضابطا وجنديا منهم «16» فقط فى عملية رفح الدموية، كما أعلن هؤلاء مسؤوليتهم عن أربع عمليات عسكرية ضد الدولة العبرية كادت تهدد باحتلال إسرائيل لسيناء مرة أخرى، إضافة إلى التهجير القسرى للمواطنين المصريين الأقباط فى دلالات حقيقية على تهديد التراب الوطنى وسلامة الوطن.
أما الجناح الدعوى السلفى على مختلف اتجاهاته داخل الوطن، فقد تفرغ لنشر الأفكار الوهابية التكفيرية على جناحين، الجناح الأول من خلال ما يسمى جماعات «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» وقد رصدت «17» حادثة فى عشر محافظات أسفرت واحدة منها عن قتل أحد الشباب بالسويس، وصولا لمحاولة شرعنة تكفير الأقباط وتهجيرهم، بل حرق الكتاب المقدس، وفى خلال الـ«100» يوم، قام هؤلاء بافتعال أربع «فتن طائفية» وتقديم سبع قضايا «ازدراء أديان»، وفى ذات الوقت أصدر هؤلاء «11» فتوى تبيح دماء هؤلاء المواطنين.
كل ذلك لم تتناوله، يا سيادة الرئيس، فى خطابك، ولم تقل لنا أسباب عدم إمكانية ذهابك إلى رفح، أو إشكاليات العملية «نسر».. لأن كل ما أخشاه أن نحتفل بتحرير سيناء من الاحتلال الصهيونى وسيناء تعانى من الاحتلال الجهادى السلفى!!