حافظ أبو سعدة

مرسى وخطاب استعراض القوة

الخميس، 11 أكتوبر 2012 03:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاء خطاب الرئيس مرسى باستاد القاهرة فى الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر مخيباً للآمال والطموحات، فمن ناحية أولى استمر مرسى ما يقرب من الساعة يعدد الإنجازات التى تحققت منذ توليه السلطة، وذلك فى محاولة واضحة منه لإثبات نجاح برنامج المائة يوم، مرفقا ذلك بأرقام، حيث أكد أنه حقق40% من برنامجه فى مجال النظافة و80% فى مجال الخبز و70% فى مجال الأمن وما تحقق من المستهدف فى المرور 60% خلال شهرين، وتم تحصيل مليون ونصف مخالفة مرورية منها 43 ألف مخالفة سير عكس الاتجاه و6000 قيادة دون ترخيص و3000 قيادة سيارة دون ترخيص، وهنا نتساءل: على أى أساس أو معايير جاءت الأرقام برغم أن رجل الشارع لم يشعر بهذه الإنجازات!.

والملاحظة الثانية التى تؤخد على الخطاب، حديث مرسى بشأن قرض صندوق النقد الدولى، وتأكيده أنه لن يسمح بأن يأكل المصريون من «الربا»، برغم أن مؤسسات الدولة تتعامل جميعها مع البنوك بالفوائد، وكذا رواتب الموظفين يتسلمونها من البنوك التى يعتبرها البعض من قبيل «الربا»، وهذا الأمر ربما يؤثر على فرص الاستثمار الجديدة، ويخيف المستثمرين، فضلاً عن إشارات الرئيس إلى مخالفات عدد من الشركات قانونيًا خلال عهد النظام السابق، قد أربك تعاملات البورصة المصرية، حيث أعلن مرسى فى خطابه أن هناك عدة شركات، منها ما هو مقيد بالبورصة، تهربت ضريبيًا بعهد النظام السابق بمبالغ تخطت المليارات، مشيرًا إلى سعى الدولة لاسترداد حقوقها واستعادة ما تم التهرب منه ضريبيا، وقد تسبب ذلك فى تراجع جماعى لمؤشرات البورصة لتفقد رأسمالها السوقى 8 مليارات جنيه. ومن ناحية ثالثة، بقراءة متأنية للخطاب نجد أن الرئيس استغرق فى التفاصيل وقدم نفسه ولم يقدم مشروعه، صحيح أنه تحدث عن إلغاء الدعم المقدم لصنف راق من البنزين، كما تحدث عن ضرورة أن يسدد الأثرياء الضرائب المفروضة عليهم، ولكنه لم يحدثنا عن رؤيته الاقتصادية للمستقبل، فضلاً عن أن الخطاب ضل الطريق إلى رجل الشارع البسيط الذى يرى أن أزمات ومشاكل مثل القمامة والمرور فى تزايد مستمر ولم تحل.

ومن ناحية رابعة، فإن خطاب مرسى لم يرق لطموحات مصر الثورة، ولم يمت لـ 6 أكتوبر بصلة، إلا التوقيت «المناسبة» فقط، فهو لم يتعرض فى خطابه لأحداث أو قادة 6 أكتوبر، فى حين خلط بين الاحتفال بنصر أكتوبر بالـ100 يوم الأولى من حكمه، دون أية خطة استراتيجية واضحة الملامح للمستقبل على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويتضح من ذلك أن خطاب مرسى كان خطابا لاستعراض القوة، مليئا بالإنجازات العظيمة التى لم يتحقق منها شىء يذكر، وقد عزز من ذلك أيضاً الحشد الجماهيرى فى استاد القاهرة من قبل جماعة الإخوان، حيث ملأ أنصارها المدرجات، فقد جاءت آلاف الباصات بالمواطنين وكوادر الإخوان من شتى المحافظات، وهنا نتساءل: من يتحمل التكلفة المالية لذلك؟، مقابل ذلك سخر الرئيس من معارضيه والمخالفين له، وهنا نؤكد أن من حق الرئيس الرد على أى انتقاد دون أى تقليل من قيمة قائله، أخيرا أن الاحتفال غاب عنه أبطاله الحقيقيون الذين ساهموا فى صنع النصر، وكان يجب أن يكونوا بجانب الرئيس فى سيارته المكشوفة ليتلقوا تحية الجمهور، إلا أن الأمر سقط من حسابات المنظمين وترك غصة، فهل كان هذا احتفال بنصر أكتوبر أم أنه استعراض قوة التنظيم؟، فهو بذلك يصبح رئيس حزب وليس رئيس جمهورية، بمعنى آخر أن مظاهر الخطاب فى الاستاد تؤكد أن مرسى رئيس لكل الإخوان، وليس لكل المصريين كما قال فى السابق. رسائل هذا الخطاب خطيرة وهى موجهة بالأساس لصناع الدستور لصلاحيات نظام رئاسى فردى وليس نظاما ديمقراطيا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة