كم كنت أتمنى أن أبتعد بنفسى تماماً عن السياسة وحالة الجدل والمكلمة الموجودة فى مصر..مستغلاً وجودى فى أطهر بقعة فى الأرض وهى المدينة المنورة لأداء فريضة الحج، ولكن الأحداث المتلاحقة طاردتنى، إقالة النائب العام واعتراض القضاة.. ومليونية الحساب والتراشق بين أنصار الرئيس ومعارضيه.. وتداعيات حكم البراءة فى موقعة الجمل..كلها أحداث تجرنا إلى الوراء وتضرب تحركات د.مرسى لإنقاذ الاقتصاد فى مقتل.. وتدفعنا إلى نقطة الصفر وهناك أصحاب مصلحة ألا تستقر مصر..
وتساءلت إلى متى سنظل هكذا والناس هنا فى الأراضى المقدسة يدعون لمصر ويتساءلون.. متى تهتمون بشئون بلدكم لتستردوا ما فقدتموه بعد الثورة من احتياطى دولارى وهروب للاستثمارات الأجنبية والسياحة؟.. وللأسف لم أجد إجابة على هذا السؤال الصعب.
وهنا وجدت سياسة جيدة لبعثة حج القرعة والحجاج المصريين فهناك حالة من التلاحم المجتمعى بين الضباط والحجاج البسطاء الذين قرروا أن ينسوا مؤقتاً ما يحدث فى مصر ويركزون فى أداء المناسك دون أن ينسوا الدعوة لبلادنا أن يلهم أهلها الصواب.
وما يحدث فى مصر يعطى لمسئولى حج القرعة بوزارة الداخلية تحدياً أن يخرج موسم الحج بلا مشاكل تزيد الطينة بلة.. وتزيد من أزمات مصطنعة فى المجتمع المصرى.. وهنا أدركنا أننا بالفعل نقود الوطن العربى المهتم جداً بأحوالنا.. ودقائق التطورات السياسية التى تصيب المجتمع المصرى، ونحن بالفعل لم نقدر قيمة بلادنا وتفرغنا للمواجهات السياسية وكأننا نعيش فى رغد من العيش رغم أننا تلاحقنا أزمة غلاء وتضخم قد تنذر بغضبة من الجياع.
نحن بالفعل لا يتوفر عندنا وقت كافٍ لنتفرغ للجدل السياسى واقتصادنا ينزف.. وكل الأطياف متمسكة برأيها تدفعها أيديولوجيات ترسم كل مواقفها المعادية للحكومة الحالية والرئيس.. ورغم أننى أتحفظ بشدة على ما أنجزته هذه الحكومة.. وتحفظى على بعض القرارات غير المدروسة التى أصدرها السيد الرئيس إلا أننى أرغب فى دعمه وإعطائه المزيد من الفرص مع تنحية مبدأ التربص الذى يدمنه البعض.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة