اللهم أكفنا شر التجربة.. دعوة لم تستجب لها السماء لجماعة الإخوان فألقت بهم فى مواجهة مع الشعب المصرى، الإخوان وصلوا الحكم فى مصر مستخدمين كل الوسائل وخبرات سنوات طويلة من ألاعيب الوقف على الحبال بين الحكومات المتتالية وحركات الرفض الشعبية.
ركب الإخوان ثورة الشعب.. وتآمروا كعادتهم مستخدمين كل خبرات التآمر وحيل السنين الماضية وتاجروا حتى بالأحداث ودم الشهداء.. وهنا وجب سؤال «كيف؟» أقول لكم عن حادث يوم موقعة الجمل.. فى مساء موقعة الجمل ورد إلينا فى المركز الإعلامى بميدان التحرير أن هناك بعض المعتدين مقيدون فى أحد أنفاق المترو وبعضهم أمناء شرطة وأعضاء حزب وطنى ومعهم كارنيهات تدل على شخصياتهم، وفوراً توجهت ووجدت البلتاجى وقد نصب نفسه قائداً أعلى لميدان التحرير، ومتحفظا على الأسرى ورافضا يطلع بطاقاتهم للإعلاميين ودار بينى وبينه نقاش فى حضور زميل من نقابة الصحفيين إخوانى لا أتذكر اسمه، واشتبكنا فى حوار استطعت بعده انتزاع حق تصوير لكارنيه أحد الأسرى وتصويره ونشره على الفيس ووقتها فسرت الأمر على أنه محاولة مريسة إخوانية.. ما علينا، بعد ذلك بشهور علمنا أن قضاة التحقيق فى موقعة الجمل يبحثون عن أدلة، وعلمنا أنهم استدعوا البلتاجى وطلبوا منه المساعدة بتقديم الأدلة.. ولم تُقدم أى أدلة.. وهنا أيقنت أن الموضوع ليس مريسة وإنما كان جمع أدوات لتتفاوض بها مع بقايا الحكم السابق على تسليم الحكم مقابل تبويظ بعض القضايا المتهم فيها رموز من النظام السابق والخروج الآمن للبعض.. وهو ما يفسر تواطؤ النظام الانتقالى مع الإخوان من أجل ركوبهم الحكم.
ركب الإخوان الحكم ووزعوا كل مؤسسات الدولة على رجالهم وكأنهم يوزعون غنائم الحروب، ركب الإخوان الحكم وعزلوا معارضيهم كما فعل النظام السابق، ركب الإخوان وكذبوا كما كذب النظام السابق وأحاطوا أنفسهم بآلة إعلامية منافقة تنشر حولهم إنجازات كاذبة وأوهام منافقة، ركب الإخوان الحكم وقيدوا النقابات المهنية والعمالية برجالهم واتبعوا كل وسائل البلطجة التى كان النظام السابق يتبعها. ركب الإخوان الحكم وغضوا البصر عن كل مشروعات الإنتاج التى دمرها النظام السابق ودمر معها الاقتصاد المصرى، وركزوا فى علاقات التبعية العربية والدولية لتدعيم حكمهم غير مبالين بالدمار والانهيار الاقتصادى الذى يهدد مصر.
ركب الإخوان الحكم وتحالفوا مع الإمبريالية الأمريكية التى كانوا يحتجون على علاقة النظام السابق بها وهى العلاقة التى كانت تمثل أقل من 50% من علاقتهم هم بها، ركب الإخوان الحكم وتلاعبوا بأمن مصر فى سيناء تقديماً لمصالح الجماعة وعلاقاتها مع جماعات إقليمية خارج الحدود، ركب الإخوان الحكم وأغلقوا كل المنافذ والطرق أمام الإعلام المحلى وقيدوا حرية الرأى والتعبير بدعوى حماية كرامة الريس، وأولى الأمر على غرار ما كان يفعل النظام السابق، ركب الإخوان الحكم ليفشلوا ليس لأنهم «هبلة مسكوها طبلة»، وإنما لأنهم أعضاء جماعة أكثر منهم أبناء وطن.. الإخوان زائلون والوطن باق.