انطلاق الدورى الممتاز فى موعده المحدد يوم الأربعاء المقبل فى «علم الغيب»، ولا يستطيع أى مسؤول باتحاد الكرة أو وزارة الرياضة التأكيد على بداية المسابقة، والاتجاه الغالب الآن هو التأجيل الإجبارى، خاصة بعد اشتعال الأحداث السياسية مجدداً فى ميدان التحرير ضد الرئيس مرسى، وجماعة الإخوان المسلمين.
أشفق على مجلس إدارة اتحاد الكرة الجديد، لأن الأندية تظنه يمتلك العصا السحرية لإعلان عودة الدورى، والإصرار على إقامته فى موعده، وهذا بالطبع غير حقيقى بالمرة، وانتخاب مجلس جمال علام ورفاقه يعطل انطلاق المسابقة يوم الأربعاء، لأنه أصبح مسؤولا عن الدورى، وحقوق الأندية فيها بشكل رسمى.
فاتخاذ قرار اللعب فى الموعد المحدد، الأربعاء، سيحمّل المجلس الجديد تبعات القرار بحماية وتأمين الفرق، وحدوث أى مكروه للاعبين والأجهزة الفنية مسؤولية الجبلاية والأمن معاً، وتهديدات الألتراس تتخذ طابعاً للجدية نحو الشغب والمشاكل، وأعتقد أن جمال علام وكل الأعضاء بمجلس الجبلاية لا يعلمون آخر المستجدات فى الأمور والكواليس الأمنية، ويحتاجون لأيام لفهم الموقف قبل اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بأرواح لاعبين ومدربين.
وبخلاف الجانب الأمنى هناك جزء مالى يتعلق بالمسابقة، يهدد مجلس الجبلاية الجديد بالسقوط فى ارتكاب مخالفات مالية فى حال لعب الدورى قبل حسم أزمة بيع حقوق إذاعة الدورى تليفزيونياً، حيث مازال الأمر محل خلاف بين لجنة البث والقنوات الفضائية، لعدم التوصل لتسعيرة ترضى الطرفين، وقرار اللعب مع عدم إذاعة المباريات بالفضائيات إهدار للمال العام، والإذاعة دون الاتفاق إهدار للمال العام أيضاً.
ووسط هذه الألغام التى تنتظر مجلس الجبلاية الجديد لا بد من مهلة فى حدود أسبوعين أو ثلاثة، لترتيب أوراق اتحاد الكرة، وإعادة تشكيل اللجان بشكل عاجل بما يتماشى مع تنظيم دورى له ظروف خاصة، تحيط به المخاطر من كل الجهات، وفوضى فى الشارع، وتربص من الألتراس لإفساد أى شىء قبل القصاص من القتلة فى مذبحة بورسعيد.
أرى أن المجلس الجديد للجبلاية يضم كفاءات جيدة فى المسابقات متمثلة فى إيهاب لهيطة، والحكام فى عصام عبدالفتاح، والإعلام فى سيف زاهر، وخالد لطيف، فكلهم يستطيعون وضع تصور وحلول للأزمة، وإنقاذ النشاط الكروى من الإلغاء، ويعلمون جيداً أن «سكينة» الوقت تداهمهم، ولابد من السرعة، وكان حسن فريد، نائب رئيس الجبلاية واقعياً، عندما قال لا دورى قبل إنهاء مشاكل الألتراس.
> أنتظر من جمال علام الانتفاضة وتكذيب كل المتوقعين سقوطه فى أيدى رجال الحرس القديم بالجبلاية، ويتخذ القرارات وفقاً لما يراه سليماً، ويبدأ فى ثورة تصحيح فى كل لجان الاتحاد، معلناً انتهاء عصر الفساد والبيزنس والجواسيس بمبنى الجزيرة.