يحيرنى كثيرا أمر الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، والمنافس للدكتور الكتاتنى على رئاسة الحزب، فالمتابع لتصريحاته منذ أن أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسا، سيتساءل: بأى لسان يتحدث؟ هل بلسان الرئيس؟ هل بلسان حزب الحرية والعدالة؟ هل باسم جماعة الإخوان المسلمين؟ مصدر هذه الأسئلة، أن الفواصل بين هذه الكيانات تتوه من «العريان» فى كثير من الأحيان، فيظهر على أنه الرجل الذى يعرف كل الأسرار، مما يحمل هذه الكيانات أعباء أمام رجل الشارع العادى.
لو أخذنا قضية إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود ثم عودته، كمثال على ما أقول، فسنكتشف فيها العجب من ناحية الدكتور عصام العريان، فبعد قرار الرئيس محمد مرسى بإقالة النائب العام، قال العريان: «الخيار الأفضل لك قبول منصب سفير الفاتيكان بكرامة.. وفكر جيدا.. الخيارات الأخرى صعبة»، وهذا التصريح أكد على موقف التأييد التام لـ«العريان» لقرار الرئيس، وبعد أن تمت تسوية الأزمة، وعاد النائب العام إلى منصبه، قال فى تصريح مختلف تماما، إنه لم يصدر منه أى تهديد بإقالة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام، ولا يملك أحد إقالته أو إقالة أى مستشار من منصبه.
أيهما نصدق؟ هل نصدق الدكتور عصام العريان حين يرتدى ثوب الثائر، فيتحدث عن ضرورة التطهير الشامل لأنه وكما يقول ونقول معه «ثورتنا كانت ضد نظام فاسد»، أم نصدقه حين تفرض الضرورة مواءماتها على القرارات السياسية، وقد تصل إلى حد أن يخلع «الثائر» ثوبه مؤقتا، ثم يعود إليه.
منذ شهور، فوجئ الجميع بتصريحات نارية للدكتور عصام العريان ضد اليسار، ولأيام ظل يهلهل فيه مستخدما أسبابا هجومية متنوعة فى خطابه، وكان اللافت فيها، أنها بلا مناسبة، وخضع كلامه وقتها إلى تفسيرات عديدة، فهناك من قال إنها إرضاء للجناح المهيمن على جماعة الإخوان، وهناك من قال إنها ضربة استباقية من حزبه لوقف نشاط اليسار، لكن السؤال وقتها كان بأى لسان يتحدث «العريان»؟
أعود إلى أزمة النائب العام، وأفترض بأنه لم يهدد، لكن أدعوه فى المرات القادمة إلى اليقظة، حتى لا يقع فى فخ الذين يأتون بالدليل على الشىء ونقيضه.