سامح جويدة

نهضة البط البلد

الأحد، 21 أكتوبر 2012 07:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتعلم فى المدارس أن نفتخر بتاريخنا السياسى رغم حماقته ولم نتعلم أن نفهمه لنتوقف ولو لفترة عن ممارسة الحماقة.. على أى حال لا أحد يستطيع تغيير الماضى ولكن البعض يستفيد منه.. وعلى مدار 8000 سنة خرجنا من المولد بلا حمص، فالفرعون هو الفرعون والفلاح هو الفلاح والبهائم على ما تربيها والبط على ما «تزغطه».
لو تعلمنا من تاريخنا الطويل لسكتنا عن العويل.. ولكنه القدر الذى نرمى عليه كل بلانا وكأننا خلقنا من الطين لنعيش فى عجين فلا سكتنا عن اللت ولا توقفنا عن العك.. دراما تاريخية لشعب يمشى زحفا أو قهرا أو بالمسكنات، كتب على نفسه الشقاء قديما حينما احتضن الغزاة واستمر شقاؤه رغم حكم أولاده.. فلا الغزاة فهموه ولا الأبناء رحموه فهل نحتاج إلى حكام من المريخ.
منذ عهد الفلاح الفصيح وحتى عهد الخط الساخن وتظلمات الرئيس.
نفس المشاكل ونفس المصائب ونفس الهم.. فصدق من قال قديما «النهاردة قهر وبكرة قهر هو العمر فيه كام شهر؟».. ومضت شهور وقرون وحضارات لنخرج بدرس واحد من تاريخنا الطويل وهو أننا لا نتعلم منه شيئاً.
نظرة واحدة لما يحدث الآن مع الإخوان يؤكد أنه لا فرق بينهم وبين المماليك أو العسكر أو حتى الإنجليز.. الكل يلتف على المناصب والمصالح ولا أحد يبحث عن هذا الوطن.. ليتوقف مفهوم السلطة على رجالهم وأفكارهم ومنافعهم فقط ويغور الوطن بمن يعيش فيه.. ومصائبنا اليوم أشبه ما تكون بمصائب أجدادنا من ألف سنة وهذا فى حد ذاته كارثة.. فمازالت ثلاثية الجوع والجهل والبطالة طلاسم بلا حلول وألغاز بلا تفسير.. حتى إننا لا نملك للآن إحصائية أو تعدادا رسميا لتلك الأشباح.
كلها تخمينات مغشوشة تلاعبنا بها الحكومات لعب الثلاث ورقات.. فلا عرفنا منهم حجم المصائب ولا عرفنا حجم الموارد.. رغم أن ثروات تلك الأرض لا أول لها ولا آخر فهى خزائن الأرض فى القرآن والإنجيل ولكننا أفقر شعب على مدى التاريخ.. متزاحمين محشورين حول النيل تاركين %94 من المساحة الكلية للزواحف والثعابين.. وتتعجب هل هذا بسبب سوء إدارة الحكام أم تكاسل وسلبية المحكومين؟!.
هذا مثال واحد وبسيط وغيره العشرات بل المئات من الأسئلة الحائرة عن مواردنا المعدنية والسياحية والجغرافية والبشرية التى لم نستثمرها يوما بشكل صحيح.. لنظل مرهونين بالقروض والمعونات والهبات وكأننا شعب «مكسحين».. ونحلم بقفزة النمور الآسيوية أو قوة الأسود الأوروبية أو نهضة الدب الصينى ونحن مازلنا نفكر مثل البط البلدى «منين يحطوله أكل.. يأكل».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة