سعيد الشحات

مصر والجزائر

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012 09:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحدث الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء مطولاً فى الجزائر عن دور مصر فى مساعدة الثورة الجزائرية فى الخمسينيات والستينيات والتى انتهت باستقلال الجزائر عن فرنسا بعد احتلال دام 130 عاماً، وتحدث عن الدماء الجزائرية التى روت أرض سيناء فى حرب أكتوبر عام 1973، وتحدث عن أن وزير الدفاع الجزائرى الحالى كان أحد الذين حاربوا فى هذه الحرب وحصل على نوط نجمة سيناء.

استدعى قنديل هذه الصفحات المضيئة فى العلاقات بين البلدين، التى هى من ميراث عمالقة ورموز النضال العربى، جمال عبدالناصر، أحمد بن بيلا، هوارى بومدين، والتى شهدت عطاء متبادلاً بين البلدين، ففى حرب أكتوبر 1973 قام الرئيس الجزائرى بدفع 100 مليون دولار للاتحاد السوفيتى نقداً ثمن صفقة سلاح لمصر، وكان هذا بمثابة رد الدين لمصر التى وقفت إلى جانب الثورة الجزائرية بالعتاد والسلاح، منذ انطلاق شرارتها فى النصف الأول من خمسينيات القرن الماضى.

لا أنسى ما قاله لى أول رئيس جزائرى وقائد ثورتها الراحل أحمد بن بيلا فى لقاء معه قبل عشر سنوات: «أتمنى أن أحكى لكل مصرى عن وقفة مصر إلى جانبنا، والمساعدات التى قدمها أخى جمال عبدالناصر للثورة الجزائرية».

هكذا كانت مصر وقت أن كانت رائدة لمحيطها العربى، ووقت أن كانت فاعلة من أجل أمنها القومى، ووقت أن كانت ترى أن الانكفاء على داخلها هو تصغير لها وعدم فهم لحقائق التاريخ والجغرافيا، ولعل أزمة مباراة أم درمان بين البلدين فى تصفيات كأس العالم 2001 كانت تعبيراً عن مدى تفاهة نظام مبارك الذى أدخل تاريخ التضحيات بين البلدين فى قفص حديدى مغلق، تاركا الأمر لغربان الفضائيات وهوس الغوغائيين ليقرروا مصير علاقة البلدين.

فى العلاقات بين الدول يختار المسؤولون محطاتها المضيئة للانطلاق نحو غد أفضل، وهكذا فعل هشام قنديل، لكن المفارقة تكمن فى أنه تحدث عن مساعدة مصر وقت جمال عبدالناصر للثورة الجزائرية، وهى الفترة التى سبق للرئيس مرسى أن غمزها بجملته الشهيرة: «وما أدراك ما الستينيات»، وبالرغم من أن هذا يدل على ازدواجية الخطاب، إلا أن حقائق التاريخ تضغط على كل الذين يريدون أن يمحوها، وتجبرهم على الاعتراف بمقاصدها الصحيحة حتى لو كان هناك أخطاء فى التفاصيل فقد كانت مقاصد مصر عبدالناصر صحيحة نحو ثورة الجزائر، ولهذا استدعاها قنديل لمخاطبة بلد المليون شهيد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة