استأذن أحد الأشخاص المرشح السابق لرئاسة الجمهورية خالد على فى تنفيذ «ندر» قطعه على نفسه، بعد حكم القضاء الإدارى أمس الأول بإحالة الطعون على تشكيل الجمعية التأسيسية إلى المحكمة الدستورية، ووفقا للزميلة «المصرى اليوم» التى كتبت القصة، وجاءت بالصورة المعبرة، قام الشخص بأداء حركات مضحكة مخرجا لسانه، واضعا قبضة يديه فى كف اليد الأخرى، وهى حركة نسائية مشهورة علامة على التشفى. والتشفى هنا المقصود به غيظ القوى التى ترفض تشكيل الجمعية، وعلق «خالد» على ذلك متعجبا: «أحد المؤيدين للرئيس مرسى تصرف بشكل غير منطقى عقب الحكم، وكأنه انتصار له».
القصة معبرة عن الحالة التى بدت عقب إعلان حكم المحكمة، فالتهانى تبادلها المؤيدون لتشكيل الجمعية، والحزن عم المعارضين لها، وبين الحالتين عاشت مصر فى حيرة من أمر دستور يجب ألا يخضع لمثل هذا النوع من الصراع، ولا يخضع لتعبيرات الفرح والهزيمة، فالسعداء بحكم الإدارية يغيب عنهم أن مصر المتنوعة لن يحكمها دستور يعبر عن أطياف اجتماعية وسياسية، على حساب أطياف أخرى.
أغرب ما قيل بعد حكم القضاء الإدارى أمس الأول، إن الفرصة أصبحت مواتية لإنجاز الدستور، والاستفتاء عليه قبل أن تصدر المحكمة الدستورية حكمها الذى سيكون والعدم سواء، وبالتالى فإن الحكم يصب فى مصلحة الجمعية الحالية، وتعبر هذه الوجهة عن قصور فى النظر، لأنها تتعامل مع الدستور كأنه ذبيحة يتم الإجهاز عليها فجأة، كما أنها تصمم على تكريس حالة الانقسام الحالية.
ما دام الأمر سيبقى على هذا النحو، فلا بديل عن نضال سياسى كبير، وحشد كل القوى الرافضة فى حركة منظمة، قبل أن يتم دفع الدستور بما يحمل من عورات إلى الاستفتاء، ونصحو على «غزوة صناديق» أخرى، ونستمع إلى رأى مماثل للذى ذكره الشيخ حسين يعقوب وقتها، والذى قال فيه: من لم تعجبه نتيجة الاستفتاء فعليه أن يبحث عن بلد آخر.
القضية الآن تحتاج إلى مواقف حاسمة من شخصيات فى الجمعية التأسيسية راهنوا على النضال بالمشاركة، مثل عمرو موسى، وأيمن نور، والدكتور عبدالجليل مصطفى، والدكتور جابر نصار، والدكتور وحيد عبدالمجيد، والبيان الذى تم إصداره منهم أمس برفض المسودة الحالية خطوة مهمة فى ذلك.