أحمد خيرى

عن سلفى «نوتردام» وأشياء باريسية أخرى‎

الأحد، 28 أكتوبر 2012 02:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بادئ ذى بدء أتوجه بخالص التهنئة إلى الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه، بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله على مصر والمصريين وهم فى وضع أفضل العام القادم، وكل عام.
أكتب هذا المقال من العاصمة الفرنسية باريس التى أزورها للمرة الأولى فى حياتى، وحقيقة لقد زرت العديد من الدول الغربية قبل ذلك، لكن باريس تبقى مختلفة، وهذا الاختلاف هو محل اتفاق بين كثيرين من رواد باريس القدماء والمحدثين سنا.

ولست هنا بالقطع لأناقش ما هو سر اختلاف عاصمة الأنوار، فالآلاف مارسها قبلى، ولكنى أود الكتابة عن بعض ما رأيت، ربما يفيد مصر، ونستلهم منه أفكارا تنير طريقا مظلما. المشهد الأول هو زيارتى لكنيسة نوتردام، وهى إحدى أعرق الكنائس الأوروبية، والتى كتب عنها الأديب فيكتور هوجو روايته الذائعة الصيت «أحدب نوتردام».

المهم أنه أثناء انشغالى فى معالم الكنيسة إذ بشاب سلفى يرتدى جلبابا أبيض مثل الكثيرين من سلفيى مصر، حاملا كاميرا فى يده ويصور المكان، حقيقة الفضول لدى انطلق عنانه لمعرفة حكاية هذا الشاب السلفى، وعند سؤالى الشاب عن كيفية أنه سلفى وموجود بكنيسة مثل التى نحن بها، كانت المفاجأة بالنسبة لى أنه قال: «أنا آتى إلى هنا كثيرا، فأنا أشعر بصراحة نفسية فى هذا المكان، وكل مرة آخذ مجموعة من الصور أكثر من المرة التى قبلها، فأنا أشعر بأن هذا المكان يتجدد كل لحظة»، وسألته: ولكن كيف تكون سلفيا وتدخل الكنيسة وتقول مثل هذا؟، فقال: «يا أستاذ الكنيسة دار عبادة، وأينما تكون النوايا خالصة يكون الله، فالله يحوى الجميع ولا يحتويه أحد مهما كان»، لم أستطع أن أقول شيئا لهذا الشاب إلا أكثر الله من أمثالك، وحمانا من المتطرفين والمكفرين.

المشهد الثانى هو البانتيون أو مقبرة العظماء، وهو مبنى ضخم يضم رفات وجثامين رموز الفكر والإبداع والعلم من الفرنسيين، من فولتير وروسو، مرورا بإميل زولا، وصولا إلى مدام كورى وغيرهم، ورغم أن المقبرة لا تضم رفات عظماء آخرين مثل سارتر، وريكور، وديجول، فإن ما توقفت أمامه هو مدى احترام هذه البلد رموز إبداعه، وإرساله رسالة دائمة لأجياله المتعاقبة بأن بلدهم يحترم مبدعيه، ويكرمهم أحياء وأمواتا، حيث تبلغ درجة الاحترام هنا أن رؤساء فرنسا المتعاقبين حضروا مراسم دفن الرفات بالمقابر.

والسؤال: هل يمكن أن نرى فى مصر يوما ما مقبرة للعظماء تضم أم كلثوم، وعبدالحليم، والريحانى، ونجيب محفوظ، وطه حسين، والعقاد، ويوسف شاهين، وغيرهم، أتمنى هذا، ولكن ليس قبل أن نواجه الفكر الرجعى والمتخلف الذى يرى فى أدب محفوظ دعارة، وفى حضارتنا الفرعونية أنها عفنة.








مشاركة

التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

الكوميديا الآلهية

الكوميديا الباريسية

عدد الردود 0

بواسطة:

بلاتينى

بدوية فى باريس

عدد الردود 0

بواسطة:

محيى رسلان

بداية النهضة المصرية

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

يستحيل ان يكون سلفي

عدد الردود 0

بواسطة:

سلفي

أحيي تعليق رقم 4

عدد الردود 0

بواسطة:

sami

تحية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة