سعيد الشحات

إعدام الغناء فى المنيا

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن تعرف تفاصيل عملية إلغاء الحفل الغنائى لفريق قلب مصر الذى كان مقررا له مساء الأحد الماضى فى محافظة المنيا، وذلك بعد احتجاجات التيارات السلفية وأعضاء بالجماعة الإسلامية، اطرح على نفسك هذا السؤال: «هل كان الحفل سيخرج المسلمين من ملتهم؟، وهل حقق الذين منعوا الحفل نصراً مظفراً يستحقون عليه الأوسمة والنياشين؟.
تفاصيل القصة تحتوى على أشياء كاشفة، فحسب الذين قادوا عملية الاحتجاج: «كان الحفل تبشيرياً وليس غنائياً»، وحسب البيان الذى حمل عنوان «عبرة وعظة»، وتم توزيعه من الذين وقفوا أمام الباب الرئيسى لاعتراض نحو 4 آلاف مسلم ومسيحى كانوا سيحضرون الحفل، فإن «الغناء والموسيقى حرام»، وتلك مصيبة تكمن فى أنه بينما يزحف العالم المتقدم إلى اكتشافات مذهلة فى العلم، مازلنا نناقش، هل الموسيقى حلال أم حرام؟
فى التفاصيل أيضاً أن الفريق الذى كان سيقدم الحفل واسمه «قلب مصر» يضم 55 عضواً من المسلمين والمسيحيين، وحسب منسق الحفل فإن فكرة الفريق تقوم على وقوف أبناء الوطن الواحد جنباً إلى جنب فى ثلاث نقاط مشتركة هى، حب الله والوطن والغناء، وهو ما يغنى الفريق من أجله، أما الحفل فكان تحت رعاية أسرة «إيد فى إيد» والتى يشرف عليها الشيخ عبدالرحمن محمد، والداعية الإسلامية الحاجة آمال جابر والأب بولس نصيف قس كنيسة يسوع الملك.
تحملنا هذه المعلومات إلى أن نشاط الحفل فيه شيوخ مسلمون وفيه قساوسة، وفيه شباب مسلم ومسيحى، وهو ما يشير إلى عمل يواجه خطر الفتنة الطائفية، ويواجه التعصب الدينى، وفى هذا الظرف الذى تترصد خلاله قوى خارجية بمصر لتأجيج الفتنة وتقسيم البلد بين مسلمين وأقباط، نحتاج إلى تشجيع نشاط مثل هذه الفرق، فهى لا تدعو إلى خروج المسلم من دينه، ولا المسيحى من دينه.
أخطر ما فى القصة موقف عضو مجلس الشعب السابق عن حزب النور محمد طلعت الذى تصرف فى القضية بحسابات طائفية خالصة، تعمق من حجم المأساة، حيث تقدم ببلاغ عن الحفل يفيد بأن به ترانيم قبطية مما يثير الشباب المسلم، وأنه اتصل بأحد قادة الكنيسة ويدعى الأسقف بولس، فأخبره بأن هذه ترانيم فى حب ربنا، فقال له النائب: «ذلك فى الكنيسة وليس فى مكان عام»، وتلك وجهة نظر لا تحل مشكلة وإنما تدعو للتعصب والكراهية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة