د. حامد طاهر

عهد الإخوان

الجمعة، 05 أكتوبر 2012 05:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سواء قبل الإخوان أم رفضوا، وسواء قبل الكثير من الشعب المصرى أم رفضوا فإن العهد الذى نعيش فيه حالياً هو عهد الإخوان، وسوف يذكر فى التاريخ المصرى الحديث على أنه كذلك، فما الذى يترتب على ذلك؟

أمور كثيرة، أولها: أن يفصح الإخوان عن نواياهم الحقيقية بعد أن كانوا يخفونها تحت ضغط الأنظمة العسكرية السابقة، والتى اتهمهم بعضها بأنها جماعة محظورة، وكانت تعتقلهم فى كثير من الأحيان بدون أى مبرر.

ثانيا: إن عليهم إدراك أن العالم كله، وليس الشعب المصرى وحده، أو المعارضين لهم فقط يعدون عليهم كل فعل يقومون به، أو كلمة يقولونها، أو حتى حركة عفوية أو إشارة عابرة تصدر منهم، وهذا راجع إلى أنهم كانوا مستبعدين تماماً من المشهد السياسى المصرى، ثم أصبحوا فجأة، وبفضل ثورة يناير المجيدة، هم الفاعلين الرئيسيين فيه، بل وفى صدارته.

ثالثا: إن الإخوان حتى اليوم لم يتخذوا قرارات من شأنها أن تغير جذرياً بعض الأوضاع الفاسدة فى العهود السابقة، وكان الشعب المصرى يتوقع منهم أن يحدثوا بالاعتماد على الروح الثورية الموجودة فيه انقلاباً ثورياً حقيقياً، لكن الذى حدث ويحدث حتى الآن أنهم يسعون نحو إصلاح بعض الفساد، أو ترميم بعض الأماكن الآيلة للسقوط، ومثل ذلك الإصلاح والترميم كان يحدث بصورة أو بأخرى فى العهود السابقة عليهم.

رابعاً: إن الدكتور مرسى الذى فاز بجدارة على منافسه العسكرى التابع للنظام السابق، قد اعتمد فى دعايته الانتخابية على تحقيق مشروع النهضة الذى وضعه الإخوان لتقدم مصر. والواقع أن هذا المشروع مازال مجهول التفاصيل للشعب المصرى، أما مبادئه العامة فإنها تلتقى مع كثير من مشروعات المرشحين الآخرين للرئاسة. ومن المقرر تاريخيا أن أى مشروع للنهضة لن تكون له قيمة أو اعتبار إلا إذا جرى تطبيقه على أرض الواقع، واقتنعت به جماهير الشعب، قبل نخبه، بل لابد من اندماجها فيه، لكى تبذل أقصى ما تستطيع فى المشاركة فى تنفيذه، فضلاً عن الدفاع عنه.

خامساً: أن مشروع النهضة الذى وضعه الإخوان يتطلب العديد من السنوات، فإذا كانت مدة الرئاسة التى يتولاها د. مرسى هى أربع سنوات فقط، فمن الواجب بيان ماذا سيتم فى هذه السنوات الأربع من هذا البرنامج الطويل المدة؟ ومن الذى سيقوم على تنفيذه خلالها. وهنا أصل إلى النقطة السادسة: وهى أن رؤيتى الخاصة للحكومة الحالية لا تجعلنى مطمئناً إلى أهليتها لتنفيذ المطلوب فى هذا البرنامج، فهى وزارة مرتعشة، ويبدو بالفعل أنها ضعيفة، ويؤسفنى أنها مازالت تبحث ملفات قديمة، كان ينبغى أن تكون لديها حلول مسبقة لها، ومن أهمها مشكلة البطالة.. وأسال: هل البطالة محتاجة إلى بحث أم إلى حل سريع وعاجل؟ وأخيراً فإن هذه الملاحظات لا تمنعنى من أن أتمنى التوفيق للإخوان، ومما أعذرهم فيه أن مطالب الشعب المصرى أكبر بل أضخم بكثير من حركتهم التى تسير ببطء واضح للجميع!

* نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق.






مشاركة




التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمود

لا تستعجل

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد حامد

سيدى الصحفى إنك أكثر من رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

A.A.A

لكل من يكره الاخووووووووووان

عدد الردود 0

بواسطة:

الربيع العربي

نواياهم الحقيقية ؟ أنت من تقول هذا وأنت تعرفهم وتعيش بهم ... بملء الفم : نحمل الخير لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

د. أحمد الجندي

كأنك من الثوار

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن سعيد

المحافظة علي حرية الرأي

عدد الردود 0

بواسطة:

كامل سليم

ثورة - اخوان - متظاهرين - سلفيين - مطالب فئوية - انفلات أمنى ... ألخ

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد متولى

الإخوان المتأسلمون مصالح لا مبادىء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة