اقتربت المائة يوم الأولى من عمر ولاية الرئيس مرسى من الانتهاء، والتى أعلن فيها أنه خلال هذه المائة يوم هناك خمسة ملفات سوف تشهد تغييرا جذريا وتحسنا كبيرا والملفات هى الأمن والعيش والقمامة والمرور والطاقة، وقبل أى شىء لابد أن أقول وإحقاقا للحق أنه لا يمكن لأى إنسان فى العالم كائنا من كان أن يستطيع أن يحدث تغييرات ونهضة حقيقية فى كل تلك الملفات الخمسة خلال مائة يوم، ولكن السيد الرئيس من وعد وصال وجال انتخابيا وإعلاميا خلال حملته عن قدراته فى إحداث التغيير خلال المائة يوم الأولى وعلى ذلك يصبح نقد الرئيس حقا وواجبا عندما لا ينجز ما سبق أن أعلنه. ودعونى أقول إنى لا أنتظر من الرئيس فى المائة يوم الأولى إحداث التغيير والنهضة المنشودة ولكن كنت فقط أنتظر شيئين رئيسيين فى تلك الملفات الشىء الأول هو الانتهاء من وضع خطة شاملة وتصور كامل لكيفية إحداث تلك النهضة المنتظرة والشىء الثانى وجود تحسن ملموس فى تلك القطاعات الخمسة،ولكن للأسف لا شىء حدث ولا نعرف خطة واضحة على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ولا أرى أى تحسن ملموس فى تلك القطاعات الخدمية.
وهنا أنا لا أريد أن أسترسل فى الحديث حول تلك الملفات الخمسة فقط بل هناك ملفات أخرى لم تتضمنها خطة المائة يوم أراها لا تقل أهمية عن القطاعات الخدمية وعلى رأسها الجمعية التأسيسية لوضع دستور مصر بعد الثورة والذى ينتظر منه أن تنبنى عليه حياة أجيال أخرى خلال العقود القادمة، فالسيد الرئيس سبق أن وعد قبيل إعلان نتيجة جولة الإعادة أنه سوف يعيد تشكيل الجمعية التأسيسية الحالية بشكل يجعلها أكثر توازنا وتعبيرا عن التركيبة المجتمعية مما يؤدى إلى دستور أكثر توافقية ولكن السيد الرئيس لم يف بوعده بل على العكس تنصل منه تماما وأعلن فى أكثر من مجال أنه لا يمكنه التدخل فى تركيبة الجمعية لأن هذا شأن القضاء ومجلس الشعب المنحل والغريب أن الرئيس نفسه قام بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل ووضع إعلانا آخر جعل منه مالك كل شىء، وهو ما يجعلنا نتساءل هل من فعل هذا لا يستطيع إحداث تغييرات جوهرية على بنية وتركيبة التأسيسية، الجواب بالقطع يستطيع ولكن غياب الإرادة هو ما يمنع السيد الرئيس من فعل هذا.
فعلى ما يبدو لى أن الرئيس يريد أن تبقى جماعة الإخوان وما يسمى بتيار الإسلام السياسى لهم اليد العليا على الدستور مما يتيح لهم وضع بعض المواد والتى ربما لا تلقى توافقا أو قبولا من باقى التيارات السياسية والفكرية والمجتمعية.
وأخيرا أعتقد أنه مازالت أمام الرئيس فرصة للتعامل مع إشكالية التأسيسية بشكل يجعل منه رئيسا لكل المصريين وليس رئيسا لفئة دون أخرى، وعن نفسى أرى أن الرئيس لو لم يفعل فى المائة يوم الأولى إلا إعادة تشكيل التأسيسية لكفى به فعلا فى تلك الفترة.
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
اطمئن .. اي دستور لن يحترم مالم يحترم الاسلام وشريعته
عدد الردود 0
بواسطة:
شعلان
الشريعة املنا و حلم حياتنا