كنا ومازلنا نسمع عن الحوار المجتمعى، والمصالحة الوطنية، والرأى والرأى الآخر، ونسمع كلاماً كثيراً عن الديمقراطية وتعدد الآراء، لكننا نرى رأياً واحداً بتنويعات مختلفة، وانقطاع فى الحوار بين السلطة ممثلة فى الرئيس وحزب الحرية والعدالة من جهة، وبين التيارات السياسية المعارضة بتنويعاتها اليسارية والليبرالية.
يحدث هذا فى الجمعية التأسيسية للدستور، وفى الإعلام وفى الجدل الدائر على الساحات السياسية.
يتحدث أعضاء الجمعية التأسيسية والمستشار الغريانى يشير إلى أنهم يجهزون لدستور عصرى يعبر عن مجمل فئات وآراء الشعب المصرى، المعارضة بتنويعاتها ترى أن ما يجرى فى الجمعية التأسيسية هو احتكار من الإخوان والسلفيين لعملية صياغة الدستور. يختصر الجدل حول قضايا هامشية، ويحرص على ضمان سيطرة الأغلبية وأفكارها، وهذا الكلام ينطلق من البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وأبوالفتوح بتنويعات مختلفة، ويشيرون إلى أن أعضاء اللجنة الوطنية الذين التقوا مع الرئيس قبل الإعادة، وتلقوا وعودا من بإعادة النظر فى الجمعية التأسيسية لتكون أكثر تعبيرا، عن التيارات المختلفة، هم أنفسهم قالوا إنهم فقدوا الأمل، عندما أعلن الرئيس قبل أيام أنه لا يستطيع التدخل فى التأسيسية، كما أنه تجاهل وعدا بمراعاة التوازن فى اختيارات القيادات التنفيذية، وحرص على تمكين الجماعة وقياداتها، فى الحكومة والمحافظين.
يرد قياديو الجماعة بأن المرشحين السابقين أو المعترضين على التأسيسية يفعلون ذلك لأنهم خسروا، وأنهم يرفضون التعاون مع الجماعة، وأعلن نائب الرئيس المستشار محمود مكى أنه يدعو التيارات السياسية لحوار وإلى مشاركة، لكن هذا الحوار لا يتم أبدا.
كل هذا يشير إلى انقطاع فى الحوار بين السلطة الحاكمة والتيارات السياسية، فالإخوان يرون أن التيارات الأخرى ترفض التعاون والمشاركة، والمعارضة ترى أن النظام الحاكم يستبعد الآخرين ويتصرف بنفس طريقة مبارك والحزب الوطنى، عندما كانوا يدعون لحوار وطنى وسياسى مع الأحزاب، وتشارك الأحزاب ويستمع لهم ويسجل كل ما يقوله، ثم يتجاهله ويفعل ما يشاء، يقولون إن الرئيس ما يزال يتصرف كممثل للإخوان أكثر منه رئيس، ويحرص على تنفيذ توصياتهم بالسيطرة على الأجهزة الأمنية والتنفيذية، بصرف النظر عن الكفاءة، الأمر الذى ينعكس فى صورة عجز وغياب للخطط والاستراتيجيات، وتكرار الأزمات، واستمرار تردى الخدمات الجماهيرية، كالصحة والتعليم والأمن والطرق والمرور، وهى مشكلات يصمت الإعلام الحكومى عن مناقشتها، ويبرر القرارات الحكومية تجاهها، لكن قيادات الجماعة ترد باتهامات للمعارضة بأنها متربصة، ترفض التعاون والحوار والمشاركة.
والنتيجة أننا أمام حالة من الانقطاع، وغياب الحوار، أو التصور، تنعكس فى صورة رمادية، يغيب فيها التفاؤل، وتتصاعد فيها المعارضة والانتقادات للسلطة، فالشعب يتفرج على مشهد ظل يراه سنوات، ويرى جدلاً سياسياً بلا نتيجة، خاصة مع استمرار الوقفات الاحتجاجية والمطالب المختلفة التى تجاوزت الفئوية لتتسع وتتشعب، وتحتاج إلى طريقة للتعامل معها، تتجاوز الصمت أو الوعود العامة، ضمن حوار القربة المقطوعة وحوار الطرشان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
عندهم حوار الفرسان وعندنا حوار الطرشان - شتان ما بين الدول المتقدمه والدول المتخلفه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
الاربع سنوات القادمه هدفها تزبيط الاخوان وخلق رجال اعمال ومال يستولون على الانتخابات القاد
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
انهم يجهزون سيناء لكى تكون قلعة البيزينس للاخوان - انتبه ياشعب انتبهوا ياشباب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
احمل الاخوان المسئوليه كامله عن تقسيم الدوله طائفيا وتحويلها الى شيع واحزاب متصارعه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
غموض فى الرئيس وغموض فى الحكومه وغموض فى التاسيسيه ولا نسمع الا استريو النهضه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
على الرئيس ان يهتم بالتصدير - لدينا 2 مليون مفتى وامام وخليفه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
هذه التاسيسيه عباره عن - ملاكمان يمسك كل منهما بحبل لتقييد الاخر وتسديد اللكمات له
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
بلاش دستور وبلاها ناديه بلاها سوسو - قل ما تريد واقول ما اريد والله يفعل ما يريد
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
اخوان للخراب وحكومه للسراب وشعب ملهوش الا الهباب - واللى يعيش ياما ح يشوف
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
الذين يسبحون فى مياه الصرف الصحى لايتطاولون على بناة السد العالى وابطال العبور العظيم
بدون