كلما ظلتنا ذكرى نصر أكتوبر، تذكرنا جميعاً ما حققه أبناء هذا الوطن من إنجاز أبهر العالم، وأكد أن المصرى قادر على تخطى الصعاب مهما كانت، وأنه فى استطاعته مواجهة أعتى الأعداء، وذلك من خلال تسلحه بإيمانه بالله، وإخلاصه لوطنه.
وعلينا أن نستفيد من دروس هذا الإنجاز، فى ظل هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها وطننا، حتى نحقق عبوراً جديداً نُخرج به وطننا من النفق المظلم، ونجتاز من خلاله عنق الزجاجة.
وأول هذه الدروس التوحد، والسعى للحمة الصف الوطنى، بعبورنا الخلافات السياسية، وتخلصنا من حالة الصراع السياسى على السلطة، والذى نستشعر به جميعاً، والذى دفع الجميع للتشرذم والدخول فى معارك شرسة، استخدمت فيها كل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، من أجل تصفية الطرف الآخر، والصعود على أشلائه، وكلنا نعلم أن مثل هذه ليس للوطن فيها ناقة ولاجمل.
والدرس الثانى الذى لابد أن نستفيد منه أيضاً من هذا الحدث العظيم، التسلح بالإيمان، فما جاء نصر أكتوبر إلا بعد انتهاء حقبة زمنية شهدت حربًا ضروسًا على التدين والمتدينين، راح ضحيتها زهرة علماء الوطن، واستشهد فيها زهرة شباب مصر سواء فى السجون أو المعتقلات، أو فى ساحات الحرب مع الأعداء، وكل ذلك بسبب سياسات فاشلة أديرت بشكل ديكتاتورى وعشوائى، وكانت النتيجة خسارة الوطن جهود فصائل إسلامية وطنية، بالإضافة إلى استيلاء أعدائنا على أراضينا، لذا علينا أن نعبر حالة الفزع من المشروع الإسلامى الذى يروّج لها البعض من انطلاق أجندته الفكرية والأيديولوجية.
ومن الدروس المستفادة أيضاً من هذا الحدث العظيم، التأكيد على وحدة نسيج الوطن بمسلميه ومسيحييه، فالدماء التى حررت سيناء، كانت مصرية خالصة لم يستطع أحد التفريق بين ما هو منها مسيحى أو مسلم، لذا علينا فورًا عبور الطائفية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وعلينا جميعًا محاربة المهازل التى تقع من بعض متطرفى الجانبين، فمصر لن تعبر للمستقبل إلا بوحدة الصف الداخلى لها.
ومن الدروس المستفادة من هذه المعركة أيضاً، الصبر والتحمل للصعاب، وهذه الصفة عرف به المصرى على مر تاريخه، فصبره جسر للوصول للهدف، وتحمله الصعاب طريق للتخلص من المشاكل، لذا علينا فى هذه المرحلة أن نعبر لبعض الوقت مطالبنا الفئوية، ونصبر على استرداد الحقوق ولو بشكل مؤقت، ولا نعطل عجلة الإنتاج، حتى يتعافى اقتصادنا الذى تركه نظام الطاغية مبارك فى أسوأ أحواله بعد تجريف ثروتنا لصالح حاشيته المجرمة.
إن نصر أكتوبر يدفعنا جميعاً لتحقيق عبور جديد لكل مشاكلنا التى تعرقل مسيرة تقدمنا، ونحن لن نكون أقل وطنية من أسلافنا الذين حققوا هذا النصر المبين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad abdelaziz
كله بفضل الله
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
المدرسة
عدد الردود 0
بواسطة:
مستشار سيد عبد المنعم
زمن العار :عبود الزمر يحضر إحتفالات أكتوبر و المشير طنطاوى أحد أبطال تلك الحرب يجلس فى بيت
عدد الردود 0
بواسطة:
عارف
رد على المستشار
عبود اخذ جزاءه بالحبس فى السجن لكن المشير لسه
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
الاخوان اصحاب الفضل على مصر والاسلام والعالم
عدد الردود 0
بواسطة:
traveler
شكرا جميع المعلقين