حقيقية، لم أتمكن من متابعة خطاب الرئيس محمد مرسى بمناسبة الاحتفال السنوى بيوم السادس من أكتوبر لسفرى طوال الأسبوع الماضى، لكنى تخيلت أن يكون خطاب أول رئيس منتخب مختلفا عن تمام الاختلاف عن سابقه، خاصة وقد أملت علينا الظروف الحالية تغيرات كثيرة وجب معها العمل الجاد من أجل تغيير الوضع الحالى المقيت الذى رسخه مبارك ومن معه، ولأنى لم أتابع الخطاب تخيلت أن يكون هكذا:
"بسم الله الذى من علينا بنعمه، وأدام علينا فضله، إخوتى وأحبتى أبناء مصر العظام، إننا اليوم نحتفل بمرور العام التاسع والثلاثين على انتصار أكتوبر الخالد، أعوام مرت وعصور تغيرت، لكنى آسف كما تأسفون لما صار إليه الحال جراء تعاقب الأيام والسنين دون تحقيق انتصارات حقيقية على أرض الواقع تشعرنا نحن المواطنين بأن دماء أبنائنا وأخواتنا وآبائنا لم تذهب هدرا، فقد ضحى شعب مصر بكل غال ونفيس من أجل استعادة سيناء الغالية، تحمل الشعب المصرى الكثير من التقشف من أجل بناء جيش قوى، كما تحمل سنوات الانتظار متحليا بعزيمة الأنبياء، ولما أشدت الأزمات كان على قدر المسئولية التاريخية التى ألقاها الله على كاهله، ليدافع عن سيناء، أرض الأنبياء، وقد ابتلانا الله بمحنة الحرب، فصبرنا واحتسبنا، حتى من الله علينا بنعمة الانتصار، فلم نجن من انتصارنا إلا الفتات، وقد آن الأوان اليوم لنجنى ثمار ما زرعنا، وأن نشعر حقيقة بأن الأرض التى تخضبت بدماء أبنائنا هى ملك لنا ولأبنائنا، وليست ملكا لأهل الحظوة وبطانة السوء التى كانت تحيط بسدنة الحكم الغابر.
إننى أنظر اليوم معكم إلى سيناء وقد عز على أن أرى خيراتها حكرا على من سلبوا أبناء الشعب المصرى حريتهم وقوتهم، كما يعز على أن أرى أبناءنا لا يزورن سيناء إلا خدما، ولهذا أعلن اليوم عن انطلاق عدة مشاريع كبرى آمل أن ترد لنا نحن أبناء الشعب المصرى بعضا من حقوقه المهدرة فى أرضه العزيز، وأول هذه المشاريع هى تخصيص مائة ألف فدان كاملة المرافق فى أرض سيناء لأبناء الشعب المصرى الكريم، كدفعة أولى، على أن تخصص لأبنائنا بسعر التكلفة، حتى يدرك الجميع أن أبناءنا هم الملاك الحقيقيون لهذه الأرض التى دفعوا ثمنها من دمائهم وعرقهم وتعبهم وعمرهم، وأننى أنتهز هذه الفرصة الطيبة لنجدد الاحتفال والاحتفاء بشهدائنا الأبرار، ويطيب لى أيضا أن أعلن عن منح كل أسرة شهيد فى حرب مصر الممتدة (1948 و1956 و1967 و1973) بالإضافة إلى شهداء ثورة يناير العظيمة بأحداثها المتعاقبة، قطعة أرض سكنية مجانية بالكامل، تقديرا لتضحياتهم وعرفانا بجميلهم، واحتراما لدورهم التاريخى الذى أوصلنا إلى هذه اللحظة التاريخية من عمر مصر الحبيبة.
أعدكم يا إخوتى وأحبائى اليوم ونحن نحتفل بالعام التاسع والثلاثين على انتصار أكتوبر، أن نحتفل فى العام المقبل بتمليك أبناء مصر لأراضيهم، وآمل أن يصبح احتفالنا فى العام المقبل فى أرض سيناء، وأن يصبح حقا العام المقبل هو العبور الثانى الحقيقى، وأننى أدعوا فى هذا اليوم العظيم كل عباقرة أبناء مصر الأوفياء، من مهندسين معماريين ومخططين إلى الاشتراك فى مسابقة تخطيط عشر مدن فى طول سيناء وعرضها، بالشكل الذى يراعى خصوصيتها الجغرافية والسكانية والثقافية والمجتمعية، بحيث يكون ساحلها للجميع، وجبالها للجميع، وخيراتها للجميع، وفقنا الله وإياكم لما فيه خير أبنائنا، وأدام الله علينا انتصاراته ومتعنا بنعمة الاحتفال بالنصر".
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
مقال رائع وخطاب رائع - اتمنى ان يقرأه الرئيس وجميع المسئوليين فى الدوله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب
اعتقد هناك ثلاث مشاكل حقيقيه تجاهلها الرئيس ولن يستطيع حلها وهى
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
هذا لو توافرت الإرده ...وقبلها الفكر