حقيقة لابد أن تعرفها وتفهمها..
هو الرئيس وهو المسؤول عن كل شىء منذ اللحظة التى أقسم فيها اليمين، ومرسى لم يقسم يمينا واحدة بل ثلاثا، وإن كانت الأفكار والكلمات عاجزة عن إثبات ضعف ووهن وسخافة نشر فكرة إفشال الرئيس وتعجيزه، فدعنى أستدع ذاكرتك، وأطلق لها العنان لتقارن بين ما كانت الصحف والفضائيات تفعله مع مبارك ونظامه، حينما تسقط عمارة هنا أو هناك، أو يسقط جندى قتيل على الحدود وبين ما فعلته الصحف والفضائيات مع سقوط عمارة الإسكندرية أو سقوط 16 شهيدا على حدود رفح أو مقتل 17 مجندا فى سيناء بسبب انقلاب سيارة.. راجعوا الصحف والفضائيات، وقارنوا بين ما تعرض له مبارك من نقد وسخرية، وستكتشفون أن الإعلام لم يقترب من محمد مرسى أو يخدشه بنقد بعد.
النقد.. أى نوع من أنواع النقد لا ينبت شيطانيا، ولا يأتى من فراغ، وفى حالة الدكتور محمد مرسى فهو الذى ارتكب جريمة، وعد الناس بحل أزماتهم فى 100 يوم، وهو نفسه الذى فشل فى تحقيق وعده، ثم تحدث بالكذب وألقى فى آذان الناس أرقاما مجهلة حول بعض الإنجازات، ثم خان الأمانة ونسب لنفسه إنجاز الدكتور كمال الجنزورى بتخفيض العجز فى الموازنة ووقف يتفاخر فى استاد القاهرة بأنه هو من فعلها، ثم هو من قال يوما إنه لن ينام طالما فى مصر مظلوم، وها هو يسافر وينام ويلقى القفشات فى الخطابات، بينما عائلات جنود رفح الـ16 لم يعرفوا الفرحة ولم تعرف أرواح أبنائهم الراحة بسبب تأخر الثأر.
هل ترى يا عزيزى ما فعله الرئيس فى الـ100 يوم؟ وعد وأخلف، وتحدث بالكذب، وخان الأمانة واستحل لنفسه إنجازات الغير.. هى ثلاثية النفاق كاملة مكملة ارتكبها الدكتور مرسى، ومع ذلك لم يخرج أحد ليقول بأنه الرئيس المنافق.. هل أدركت الآن أن كل من يتهمهم الإخوان بتعجيز الرئيس والنيل منه يتمتعون بقدر من الطيبة والحنية تمنعهم من استخدام مصطلحات وأوصاف تثبت أفعال الرئيس أنه يستحقها؟!
الرئيس المؤمن ترك كل مشاكل مصر واستقطع جزءا من خطابه الرئاسى للسخرية من الذين يسألونه - وسؤالهم حق تكفله قيم الشفافية والحرية - عن تكلفة الحراسة التى تقوم بتأمينه أثناء صلاة الجمعة، ركز كثيرا على السخرية من سائليه وضربهم تحت الحزام بالإشارة إلى أنهم ليسوا أهل صلاة حينما قال إنهم لا يعرفون صلاة الفجر دون أن يقدم إجابة واضحة عن تكلفة الحراسة الضخمة الذى تتبعه أثناء صلاة الجمعة، مكتفيا بالقول بأن الحراس موظفون فى الدولة.. غافلا عن أن الصور التى تبثها وكالات الأنباء والصحف عن صلواته فى المساجد تفضح شيئا أهم وأخطر من فكرة التكاليف، تفضح شيئا يخص إفساده الصلاة على الكثير من المصلين بسبب أطقم الحراسة التى تحتل ما بعد الصف الأول لتأمين سيادته، بخلاف العشرات من المواطنين الذين يفشلون فى الدخول إلى المسجد بسبب إجراءات التأمين المشددة، ألم يتدبر الرئيس المؤمن صوره وهو يخطب ويصلى يوم الجمعة ليرى الحراس وهو يقفون بوجوههم عكس القبلة ويحيطون بجسد سيادته فى مشهد يأخذ من جلال الفرض الربانى، ويدفعنا للتساؤل لماذا قام الرئيس بتمثيل مشهد إبعاد الحراس فى ميدان التحرير طالما لا يأمن على نفسه من الصلاة منفردا وبشكل طبيعى فى بيت الله؟!
سيادة الرئيس الذى وقف يحذر ويسخر من معارضيه ويتحدث عن أرقام وهمية لإنجازات غير ملموسة، نسى أو تناسى أنه كان يجب أن يشعر بالكسوف والخجل من نفسه وهو غير قادر على أن يفسر للناس سر تعديل جدول زيارته لسيناء وعدم قدرته على زيارة المنطقة المنكوبة «رفح»، كان يجب على سيادته أن يخجل من الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر والحديث عن عودة أرض سيناء بينما هو نفسه غير قادر على زيارة قطعة أرض فيها بسبب الإجراءات الأمنية. أليست خيبة قوية أن يكتب التاريخ يوما ما أن رئيس مصر - أيا كان اسمه - فشل فى زيارة رفح المصرية فى ذكرى انتصار أكتوبر لأن مؤسسات دولته غير قادرة على السيطرة عليها، فذهب ليغنى على الناس فى استاد القاهرة بخطبة عصماء عن العزة والكرامة والإرادة والسيادة؟!