ذهب الرئيس إلى سيناء وكانت تحميه مائة مدرعة وقوات من الجيش والشرطة وصلى وخطب ووعد وأبلغ وبالغ فى الوعود وقدموا له عشر طلبات حول تمليك أهل سيناء للأرض ومد قطار سكة حديد وحل مشكلة المياه وكل هذا جميل، لكن كله هباء وسراب مادامت سيناء محاصرة بعصابات الإرهابيين من ناحية وتهريب المسيحيين المصريين من ناحية أخرى.
أول أمس انفردت اليوم السابع بمانشيت خطير يقول إطلاق نار على مساكن الأقباط فى رفح وإلغاء قداس الأحد، والتفاصيل تقول بأن مجهولين أطلقوا النار على عمارات حى «الصفا» الذى يقطنه مسيحيون مصريون وقال القس أنطوان ميخائيل إن المسيحيين مرعوبون ويشعرون بأنهم مثل اللاجئين وتساءل رموز القوى السياسية فى سيناء عن سبب عدم زيارة الرئيس رفح، هل لأنه وصله تقارير عن انفلات أمنى كامل لزم معه عدم الاقتراب والدخول لمنطقة ليست الآن تحت السيادة المصرية، وهل من عبث الأقدار -مع الاعتذار لنجيب محفوظ- أن يحدث هذا ونحن نحتفل بذكرى نصر أكتوبر واسترداد شبه جزيرة سيناء ورفع العلم المصرى على رفح على الحدود الفلسطينية، لماذا لم يزر الرئيس مرسى رفح كما وعد؟ سؤال يحتاج لإجابة عاجلة، والإجابة تستدعى توضيحاً حول وضع الأقباط هناك المهددين فى حياتهم وأرزاقهم خصوصاً بعد تهجير جزء منهم وإصرار الرئيس على عودة كل المهجرين وتأمينهم بعد رسائل التهديد بالقتل.
ما يحدث خطير ولا يجب السكوت عليه خصوصاً وخطاب الرئيس فى الاستاد تطرق لمخاوف الأقباط ولم يضع الحلول الناجزة رغم أنه تطرق لتفاصيل كثيرة جداً غير ملزمة وغير ضرورية ورصد أرقاماً مبالغاً فيها لا تمت للواقع بصلة مثل إنجازات النظافة والمرور والبوتاجاز والكلام عن التضخم والأسعار أى مصرى يشعر بالغلاء والاكتواء بنار المعيشة لا يمكن أن يصدق هذا الكلام الإنشائى الذى أراد منه كتبة خطاب الرئيس إشعارنا بإنجازات وهمية تماماً كما كان يحدث فى حكومات عاطف عبيد ونظيف أيام المخلوع.
إذن ماذا أراد الرئيس مرسى من خطابه الذى أراه مهماً ومختلفاً، وفى اعتقادى أنه أراد بخطابه فى استاد القاهرة أن تصل رسالته لكل معارضيه: أنا وسط جماهيرى من الإخوان وهذه عدتى وعتادى وليمت بغيظه كل من لا يرضى عن مشروع النهضة الذى أدعى رغم أنف خيرت الشاطر أو كل من ينكر وجود مشروع بهذا الاسم والمعنى، أراد الرئيس أن يقلد رجب طيب أردوغان فى خطابه أمام أعضاء حزبه فى تركيا قبل أيام من خطاب مرسى وأراد أيضاً أن يحفظ ماء وجهه بعمل كشف حساب عن المائة يوم والمحصلة أن الإخوان والحرية والعدالة أكدوا للرئيس أنهم فى ظهره لكن المصريين الآن بلا ظهر ولا بطن خصوصاً وهناك 9 ملايين عاطل مصرى يهددون بانفجار بميدان التحرير يوم 15 أكتوبر وأنشأوا أول نقابة للعاطلين. المصريون لا تهمهم السياسة ولا الحرية والعدالة ولا اليمين واليسار، المصريون يريدون لقمة عيش نظيفة ومستشفيات غير مضربة وأمن وسيولة فى المرور وكل هذا لم يتحقق بل الأزمات تزداد ونسبة المنتحرين والمرضى النفسيين بعد الثورة أضعاف ما كانت قبلها وكلهم فى رقبة الرئيس فهل من مدكر؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شكسبير المصرى
حسنى مبارك ومرسى مبارك وجهان لعملة واحدة
استبدلنا حسنى مبارك بمرسى مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الجزيري
برضه بنحبك يا مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
هو ايه المطلوب بالضبط