طالب باحثون وخبراء فى الطرق العلاجية فى ألمانيا بإجراء اختبارات لغوية شاملة قدر الإمكان خلال السنوات الأولى للأطفال، وذلك لمواجهة ارتفاع أعداد الأطفال الذين يعانون من اضطرابات لغوية.
ومشيرا لذلك قال الدكتور شتيفان سالات فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "كلما اكتشفنا الاضطرابات اللغوية لدى الأطفال مبكرا كلما كانت الفرصة أكبر للتعامل معها وعلاجها بشكل هادف".
وأوضح سالات أن هذه العيوب اللغوية تظهر لدى الأطفال منذ عامهم الثانى مضيفا: "لدينا 15 إلى 20% من الأطفال أصحاب المشاكل اللغوية الملفتة للانتباه، نصف هؤلاء الأطفال يتغلبون على هذه الصعوبات فعلا، وهم الذين نسميهم: البادئون متأخرا، ثم يتبقى لدينا أطفال ذوو اضطرابات لغوية من نوع محدد لا يستطيعون تدارك القصور اللغوى ويظلون متأخرين كثيرا عن المستوى النحوى ومستوى الحصيلة اللغوية لأقرانهم".
وستكون المشاكل التى يواجهها بعض الأطفال فى التحصيل اللغوى محور المؤتمر الذى تعقده جامعة لايبتسيج الألمانية بدءا من يوم غد الجمعة والذى يشارك فيه نحو مئتى باحث ومعالج من الدول التى تتحدث الألمانية.
وسيناقش العلماء سبل تشخيص الاضطرابات اللغوية لدى الأطفال وسبل العلاج وذلك بمشاركة خبراء لغة وعلماء نفس وأطباء وخبراء نطق.
وسيكون المؤتمر تحت رعاية ريتا زوسموث، رئيسة البرلمان الألمانى سابقا.
وحسب الخبير اللغوى سالات فإن الاضطرابات اللغوية تمس نحو 8% من جميع الأطفال فى كل لغة "وهم الأطفال الذين يتم التحصيل اللغوى لديهم بشكل مختلف عن الآخرين، ولا نعرف السبب وراء ذلك حتى الآن على وجه الدقة، هؤلاء يتكون لديهم ضعف لغوى فى حالة تمتعهم بمستوى ذكاء طبيعى وفى حالة عدم معاناتهم من نواحى قصور صحية أخرى، وهؤلاء يمثلون أكبر مشكلة من الناحية الإكلينيكية والعلاجية".
ورأى سالات أن برامج تنمية اللغة التى تتبناها الكثير من رياض الأطفال فى ألمانيا وتمولها الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات ذات جدوى من ناحية المبدأ لأنها تركز على الأطفال المتأخرين لغويا "لأننا نريد إتاحة أفضل فرص تعليمية للأطفال وهو ما يستوجب التعرف مبكرا على الأطفال ذوى المشاكل الكبيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة